أجمل القصص القصيرة - شبكة صحتك

أجمل القصص القصيرة

جوجل بلس

القصة القصيرة

القصّة القصيرة هي سردٌ لأحداث واقعيّة أو خياليّة، وقد تكون شعراً أو نثراً، وتُروى بهدف إثارة اهتمام السامعين والقراء، وإمتاعهم وتثقيفهم، وسنذكر في هذا المقال مجموعةً من القصص القصيرة، والتي تحمل الكثير من العظة، والعبرة، والحكمة.

أجمل القصص القصيرة

شكا رجل إلى طبيب وجعاً في بطنه، فسأله الطبيب: “ماذا أكلت؟” أجاب المريض: “أكلتُ طعاماً فاسداً”، فدعا الطبيب بكحلٍ كي يُكحّل عيني المريض، استغرب المريض وقال: “إنّني أشكو ألماً في بطني وليس في عيني”!، أجاب الطبيب: “أعلم ذلك، ولكنّني أكحّلُك لترى الطعام الفاسد جيداً، فلا تأكله!”.

غاندي وفردة الحذاء

يُحكى أنّ المهاتما غاندي كان يركض بسرعةٍ ليلحق بالقطار، والذي كان قد بدأ بالتحرك، ولكنّ إحدى فردتي حذائه سقطت أثناء صعودِه على متن القطار، فخلع فردة حذائه الثّانية، ورماها قريباً من الفردة الأولى، فاستغرب أصدقاؤه وسألوه: “لماذا رميت فردة حذائك الأخرى؟” فقال غاندي: “أردتُ للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد الفردتين كي يكون قادراً على استخدامهما، فهو لن يستفيد إن وجد فردةً واحدةً، كما أنّني لن أستفيد منها أيضاً!

الحسود والبخيل

وقف بخيلٌ وحسودٌ أمام ملك، فقال لهما: “اطلبا أيّ شيءٍ تريدانه، وسأعطي الثّاني ضعف طلب الأوّل”. لم يكن أيّ منهما يريد للآخر أن يأخذ أكثر منه، فأخذا يتشاجران طويلاً، ويطلبُ كلٌّ منهما من الآخر أن يطلب أولاً، فقال الملك: “إن لم تفعلا ما آمركما به قطعت رأسيكما”. فقال الحسود للملك: “يا مولاي اقلع إحدى عينيّ!”

نعل الملك

يُقال إنّ ملكاً كان يحكم دولةً واسعةً وكبيرةً جدّاً، وأراد هذا الملك يوماً ما أن يخرج في رحلة طويلة، ولكنّ قدميه تورمتا وآلمتاه خلال الرحلة، فقد مشى كثيراً في الطّرق الوعرة، ولذلك فقد أصدر قراراً ينصّ على تغطية جميع شوارع دولته بالجلد، ولكنّ أحد مستشاريه كان ذكياً، فأشار عليه برأيٍ سديد، وهو وضع قطعةٍ صغيرةٍ من الجلد تحت قدمي الملك فقط، فكانت هذه بداية نعل الأحذية.

الأحمق والصبي

يُروى أنّ مغفّلاً خرج من منزله يحمل على عاتقه صبيّاً عليه قميصٌ أحمر، فمشى به، ثمّ نسيه، فجعل يقول لكلّ من يراه: “أرأيت صبيّاً عليه قميصٌ أحمر؟” فقال أحدهم: “لعلّه هذا الصبيُّ الذي تحمله على كتفيك”. فرفع رأسه، ونظر إلى الصبي، وقال له بغضب: “ألم أقل لك ألّا تفارقني؟”

درهم في الصحراء

مرّ رجلٌ بآخر يحفر في الصحراء، فقال له: “ما بك أيّها الرجل، ولماذا تحفر في الصحراء؟” قال: “إنّي دفنت في هذه الصحراء بعضاً من المال، ولست أهتدي إلى مكانه”، فقال له: “كان يجب أن تجعل عليه علامة”. قال: “قد فعلت”. قال: “وما هي العلامة؟” قال: “غيمةٌ في السماء كانت تظلّها، ولست أرى العلامة الآن”.

الإعلان والأعمى

جلس رجل أعمى على رصيفٍ في أحد الشوارع، ووضع قبّعته أمامه، وبجانبه لوحة مكتوب عليها: “أنا رجلٌ أعمى، أرجوكم ساعدوني”، فمرّ رجل إعلانات بالشارع الذي يجلس فيه الأعمى، فوجد أنّ قبّعته لا تحتوي سوى على القليل من المال، فوضع بعض النقود في القبّعة، ثمّ -ودون أن يستأذن الأعمى- أخذ اللوحة التي بجانبه وكتب عليها عبارةً أخرى، ثمّ أعادها إلى مكانها وغادر. بدأ الأعمى يلاحظ أنّ أنّ قبّعته امتلأت بالنقود، فعرف أنّ السبب هو ما فعله ذلك الرجل بلوحته، فسأل أحد المارة عمّا كُتب على اللوحة، فكانت الآتي: “إنّنا في فصل الربيع، ولكنّني لا أستطيع رؤية جماله!”.

حكاية النسر

كان هناك أنثى نسرٍ تعيش على قمم إحدى الجبال، وتضع عشّها على واحدةٍ من الأشجار المنتشرة على ذاك الجبل، وفي يومٍ من الأيام باضت أنثى النسر أربع بيضات، إلّا أنّ زلزالاً عنيفاً هزّ الجبل، فسقطت إحدى البيضات من العشّ، ثمّ تدحرجت إلى الأسفل حتى استقرّت في قنّ للدجاج، فأخذتها إحدى الدجاجات واحتضنتها حتى فقست، وخرج منها نسرٌ صغير. ربّت الدجاجات فرخ النسر مع فراخهنّ، فبدأ يكبر مع فراخ الدجاج ويتعلّم معها، وطوال هذا الوقت ظلّ يظنّ أنّه دجاجة، وفي أحد الأيّام كان النسر الصغير يلعب مع فراخ الدجاج في الساحة، فرأى مجموعةً من النّسور تحلق عالياً، فتمنّى لو أنه يستطيع الطيران مثلها، لكنّ الدجاجات بدأن بالسخرية والاستهزاء منه، وقالت له إحدى الدجاجات: “أنت دجاجة، ولن تستطيع التّحليق كالنّسور”، حزن النسر الصغير كثيراً، ولكنّه استسلم ونسي حلمه بالتّحليق في السماء، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياةً طويلةً كحياة الدّجاج.

القناعة كنز لا يفنى

جاء في القصص القديمة أنّ ملكاً أراد أن يكافئ أحدَ مُواطنيه، فقال له: “امتلك من الأرض كلّ المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك”، ففرح الرجل وشرع يمشي في الأرض مسرعاً ومهرولاً بجنون، وسار مسافةً طويلةً فتعب، ففكّر في العودة إلى الملك كي يمنحه مساحة الأرض التي قطعها، ولكنّه غيّر رأيه، فقد شعر أنّه يستطيع قطع مسافةٍ أكبر، وعزم على مواصلة السّير، فسار مسافاتٍ طويلة، وفكّر في العودة إلى الملك مكتفياً بالمسافة التي قطعها، إلّا أنّه تردّد مرّةً أخرى، وقرّر أن يواصل السّير حتى يحصل على المزيد. ظلّ الرّجل يسير أياماً وليالي، ولم يعد أبداً، إذ يُقال إنّه قد ضلّ طريقه وضاع في الحياة، ويقال أنّه مات من شدة إنهاكه وتعبه، ولم يمتلك شيئاً، ولم يشعر بالاكتفاء أو السّعادة أبداً، فقد أضاع كنزاً ثميناً، وهو القناعة؛ فالقناعة كنزٌ لا يفنى.

مصيدة الطموح

في يومٍ من الأيام ذهب صيادان لاصطياد الأسماك، اصطاد أحدهما سمكةً كبيرة الحجم، فوضعها في سلته وقرر العودة إلى بيته، فسأله الصياد الآخر: “إلى أين تذهب؟!” فأجاب: “سأذهب للبيت، فقد اصطدت سمكةً كبيرةً جدّاً”، فردّ الرّجل: ” إنّ من الأفضل اصطياد سمكٍ أكثر”، فسأله صديقه: “ولم عليّ فعل ذلك؟” فردّ الرّجل: لأنّك عندئذٍ تستطيع بيع الأسماك في السوق”، فسأله صديقه: “ولماذا أبيع الأسماك؟” قال: “لكي تحصل على نقودٍ أكثر”، فسأله صديقه: “ولماذا أفعل ذلك؟” فردّ الرّجل: “لأنّك عندها تستطيع ادّخاره وزيادة رصيدك في البنك”، فسأله: “ولم أفعل ذلك؟” فردّ الرّجل: “كي تصير غنياً”، فسأله الصّديق: “وماذا أفعل عندما أصبح غنيّاً؟” فردّ الرّجل: “تستطيع عندها في أحد الأيّام أن تستمتع بوقتك مع زوجتك وأبنائك”، فقال له الصّديق العاقل: “وهذا ما أفعله الآن بالضبط، ولا أريد تأجيله حتى يضيع مني عمري!”

المعلمة والطلاب

في يومٍ من الأيام دخلت المعلمة إلى الفصل، وسلمت على الطلاب، ثمّ طلبت أن يُخرِج كلُّ واحدٍ منهم ورقةً ويكتب عليها أسماء جميع طلاب الصف مع ترك مسافةٍ بين كلّ اسمٍ وآخر، ثمّ طلبت منهم أن يكتبوا أجمل شيءٍ يمكن قوله عن كلّ زميلٍ في هذه المسافة الخالية، وأخبرتهم المعلمة أنّها سوف تجمع الأوراق بعد العطلة. بدأ كلُّ طالبٍ بتحضير ورقته، وكتب كلٌّ منهم ما طلبته المعلمة، وبعد يوم العطلة جمعت المعلمة كلّ الأوراق، ووضعت اسم كلّ طالبٍ في ورقةٍ، وتحته قائمةٌ بكلّ ما كتبه عنه زملاؤه، ثم أعطت كل طالبٍ وطالبةٍ الورقة التي تحمل ما كتب عنه أصدقاؤه في الصف. بعد مرور فترةً قصيرة بدأت تظهر ابتسامةٌ عريضةٌ على وجوه جميع الطلاب وهم يقرؤون ما كتب عنهم زملاؤهم في الصف، وتردّدت على شفاه طلاب الصف عباراتٌ سعيدةٌ مثل: حقاً؟! لم أكن أعرف أنّني محبوبٌ إلى هذه الدرجة من زملائي، لم أدرك يوماً أنني أعني شيئاً لأيّ أحد. عَرَف الطلاب أنّ من الجميل أن يخبروا من يحبونهم بأنّهم مهمّون واستثنائيون، وأنّهم يعنون الكثير لهم، ولم ينسوا هذه التجربة طوال حياتهم.

حقيقة السعادة

يُقال إنّ تاجراً قد أرسل ابنه عند أحكم رجلٍ في العالم كي يعلمه سرَّ السعادة، سار الفتى مسافةً طويلةً جداً، وبعد أربعين يوماً وصل إلى قصرٍ بهيٍّ مبنيٍّ على قمّة جبل مرتفع، أخبره الناس أنّ الحكيم الذي يبحث عنه يعيش في هذا القصر، فدخل إليه، ولكنّه وجده ممتلئاً بالكثير من الأشخاص الذين جاؤوا لطلب المشورة من الرجل الحكيم، فانتظر عدّة ساعاتٍ حتى حان دوره. حين جاء دور الفتى ووقف بين يدي الحكيم يسأله عن سر السعادة الحقيقية أنصت إليه الحكيم بانتباه، ثمّ قال له: “إنّ وقتي لا يتّسع الآن للإجابة عن سؤالك، ولذلك أرجو منك أن تتجوّل في القصر حتى أنتهي من عملي، وعد إليّ بعد ساعتين”، أضاف الحكيم بعد أن قدّم للفتى ملعقةً صغيرةً تحتوي على القليل من الزّيت: “أمسك هذه الملعقة في يدك وأنت تتجول في القصر، وولكن احذر أن تسكب الزيت في أنحاء القصر!” بدأ الفتى يتجوّل في القصر، وظلّ طوال هذا الوقت مركزاً على الملعقة التي في يديه خشية سقوط الزيت منها حتى عاد كي يقابل الحكيم سأله الحكيم، والذي بدأ بسؤاله: “هل رأيت التحف القديمة والثمينة التي أحتفظ بها في غرفة جلوسي؟ وهل رأيت الأزهار التي تُزيّن الحديقة الجميلة؟ وهل استوقفتك الكتب الثمينة التي أحتفظ بها في مكتبتي؟ شعر الفتى بالارتباك والصدمة، وأخبر الحكيم أنّه يُعر هذه الأمور أيّ اهتمام، فقد كان مركزاً على ألّا ينسكب الزيت من الملعقة التي يده، فقال الحكيم: “عُد وتجوّل في القصر مرّةً أخرى”، عاد الفتى للتجول في القصر، وأخذ ينظر إلى اللوحات الجميلة المُعلّقة على الجدران، واستمتع بمشهد الحديقة الجميلة والزّهور العطرة، وحين عاد إلى الحكيم روى له بالتّفصيل ما رأى في القصر، فسأله الحكيم: “ولكن أين الزيت الذي كان موجوداً في الملعقة؟” نظر الفتى إلى الملعقة، فوجد أنّه قد انسكب دون أن ينتبه، فقال له الحكيم: “هذه النّصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك! إنّ سرّ السّعادة هو أن تكون قادراً على الاستمتاع بالحياة وجمالها دون أن تسكب الزيت من ملعقتك”. فهم الفتى مقصد الحكيم، فسرّ السعادة هي بأن يستطيع الإنسان الموازنة بين الأمور، ويستمتع بحياته مع الانتباه إلى صحته وعمله، والمحافظة على سمعته الطيبة.