هل اتخذت إسرائيل قرار الحرب على قطاع غزة؟ - شبكة صحتك

هل اتخذت إسرائيل قرار الحرب على قطاع غزة؟

جوجل بلس

أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، عدة صواريخ، تجاه مستوطنات غلاف غزة، فيما بقي الاحتلال صامتاً ولم يرد على هذه الصواريخ، في حادثة هي الأولى من نوعها بألا يرد على أي صواريخ.

السؤال هنا، هل ضغط الجانب المصري، الذي زار قطاع غزة مؤخراً، على الاحتلال الإسرائيلي كي لا تتوسع دائرة التصعيد؟ أم أنه يُحضر مفاجآت بحرب واسعة على القطاع، كما وعد بذلك بنيامين نتيناهو، رئيس حكومة الاحتلال؟

أكد الدكتور هاني العقاد المحلل السياسي، لـ “دنيا الوطن”، أن عدم رد الاحتلال الاسرائيلي على الصواريخ، التي اطلقت أمس من قطاع غزة، يعتبر جزءاً من الضغط المصري عليه، ولكن في المقابل، فإن إسرائيل تعد الآن العدة لتوجيه ضربة قاسية على قطاع غزة.

واشار العقاد، إلى أن الحرب المتوقعة على قطاع غزة، تعتبر جزءاً من صفقة القرن، لافتاً إلى أن أكثر من 40 صفحة من الصفقة، تحرض على القطاع، والحرب عليه، وتنظيفه من سلاح المقاومة، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن المستوى السياسي الإسرائيلي والمحللين، قالوا بأن قوة الردع الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، قد انتهت.

وقال العقاد: “هناك حرب قادمة على قطاع غزة، ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف أو يتوقع متى وكيف ستندلع”، مضيفاً: “ان كانت إسرائيل ستبدأ الحرب، فستبدأها باغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وليس كالرد المعتاد التقليدي الذي نشاهده ونسمعه، بعد كل ضربة صواريخ أو قصف للمستوطنات”.

وأشار المحلل السياسي، إلى أن نفتالي بينت، وزير جيش الاحتلال، أكد قبل أيام في تصريح له، أن إسرائيل تقترب من تسديد ضرب عسكرية تجاه حركة حماس، نتيجة عدم التزامها بالتهدئة، كذلك نتنياهو أكد في تصريح له أنه يحضر مفاجأة للقطاع، وهو يقصد بشن عملية عسكرية واسعة على القطاع.

وبين العقاد، أن قادة الاحتلال الإسرائيلي، يجرون تقييمات حول ما إذا توصل المصريون إلى اتفاق مع حماس لضبط إطلاق الصواريخ من القطاع، أم لا، وهل حماس والجهاد الإسلامي هم من يطلقون الصواريخ أم هناك فصائل صغيرة؟،  لذلك فإن الجانب المصري والمقاومة في حالة اختبار، موضحاً أنه بعد ذلك سيكون هناك جلسات تقييم للموقف لدى قادة الاحتلال، على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، وعلى ضوئها ستكون قرارات وخطط إسرائيلية لمواجهة الفلسطينيين.

وفي السياق ذاته، استبعد العقاد، أن تكون المواجهة العسكرية سواء من قصف أو اغتيالات أو احتلال قطاع غزة، على المستوى القريب، وإنما ستكون بعد الانتخابات، وتشكيل الحكومة الإسرائيلية.

بدورها، رأت سارة الشلقاني، المختصة في الصراع العربي الإسرائيلي، مسؤولة الملف في جريدة (الدستور) المصرية، أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه المستوطنات، أمس الثلاثاء، جاء للرد على تهديدات نتنياهو بأنه يجهز لشيء ما لا تتخيله حماس، وأنه سيوجه ضربة قاسية ضدها في قطاع غزة، معتبرة أن ذلك يتعارض مع كافة الخطوات التي يتم اتخاذها حالياً من كافة الأطراف بشأن الهدوء، ومنها تل أبيب ذاتها.

وأشارت الشلقاني، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، يسعى إلى ترتيب الأوضاع مع حركة حماس على الحدود الشرقية لقطاع غزة، أملاً في الهدوء، منوهة إلى أن الدور المصري هنا حاضراً بالفعل، ويضغط على الجميع؛ لتحقيق تفاهمات التهدئة، والتخفيف من معاناة الفلسطينيين بغزة.

ورأت الشلقاني، أن عدم الرد الإسرائيلي على صواريخ الأمس، يأتي لعدة عوامل، منها الضغط المصري لتحقيق الهدوء، وكذلك لإثبات أنه يسعى للالتزام بتنفيذ تفاهمات التهدئة، بالإضافة إلى أن نتنياهو لا يستطيع أن يأخذ قرار الحرب وحده، فيلزمه تشاورات مع (كابينت) وموافقة أعضائه، متوقعة أنه لن يقدم على شن عملية عسكرية ضد غزة، في ظل المناوشات الحالية التي تسير في طريق محدود، وليست تصعيدياً بشكل كبير.

وفي السياق، قالت المختصة في الصراع العربي الإسرائيلي: “إسرائيل تحاول اللعب على كافة الاحتمالات، وما يحدث الآن على الحدود هو مناوشات متفاوتة وليست تصعيدية، ما يعني أنها محاولات من جانب الطرفين للضغط على بعضهما، من أجل الوصول إلى أقصى ما يريدونه في تفاهمات الهدوء”.

إسرائيلياً، استبعد ناجي البطة المختص في الشأن الاسرائيلي، أن يكون الجانب المصري قد ضغط على الاحتلال كي لا يرد على الصواريخ، لافتاً إلى ان الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية ستتغير كما صرح به كل من نتنياهو وبينت، متوقعاً أن يكون هناك عمل عسكري واسع على القطاع غزة، ويكون أكبر من العمل التقليدي، لذلك فإن الأيام القليلة المقبلة، ستحمل العديد من المفاجآت.

وقال البطة لـ “دنيا الوطن”: “المقاومة الفلسطينية، تُخطئ أحياناً عندما تخرج عن التفاهمات، لأن ذلك يحرض الرأي العام الإسرائيلي للضغط على قادته لشن حرب على قطاع غزة، وهذا ما لا يريده الشعب الفلسطيني، وبالتالي يجب على المقاومة الفلسطينية، أن تكون أكثر ضبطاً لعملية إطلاق الصواريخ”.

عسكرياً، أكد اللواء يوسف الشرقاوي، المختص في الشأن العسكري، أن الجانب المصري نقل تهديداً صريحاً لقادة حركة حماس والمقاومة، بأنه سيتم استهداف قادتها، وبالتالي الجانب المصري، يقف بجانب إسرائيل، وليس في الوارد بأن يضغط على الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الشرقاوي لـ “دنيا الوطن”: “قد نشهد في الساعات أو الأيام المقبلة، عدواناً واسعاً على قطاع غزة، لأن القطاع هو العقبة الحقيقية التي تواجه تطبيق (صفقة القرن)، وأعتقد أنه بعد التخلص من سلاح غزة، سيكون من السهل تطبيق الصفقة”.

ورأى الشرقاوي، أنه إذا ما شنت حرب على قطاع غزة، فستكون الأخيرة، معتبرا في الوقت ذاته أن حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، ليستا الجسم الرئيسي للمقاومة في قطاع غزة، وإنما هناك أطراف صغيرة، قد تكون مدفوعة من الحركتين.

وبين أن نتنياهو صادق وجدي في تهديده، بأنه يحمل مفاجآت لقطاع غزة، لأن كل العالم بما فيهم فلسطينيون رفعوا أياديهم عن قطاع غزة.

خاص دنيا الوطن – أحمد العشي