قصة طويلة لكنها فيها عبرة جميلة , ستخسر الكثير ان لم تقراءها
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﻣﻘﻌﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﺍﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻦ ﺇﻳﺬﺍﺋﻬﺎ ﻭ ﺗﻌﺬﻳﺒﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀً ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺴﻮﻁ.
ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻮﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ
ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺠﺞ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺄﻋﺬﺍﺭ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ .
ﻭ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻛﻠﻤﺎ ﺻﻤﺘﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻋﻦ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻄﺸﺎ ﻭ ﺗﺠﺒﺮﺍ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻣُﺪﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺪﺍﺭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻭﺃﻥ ﺻﺒﺮﻫﺎ ﻧﻔﺬ ﻭ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﺃﻣﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﺬﺍ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺠﺰﺓ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺊ ﻟﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﺘﻤﻬﺎ ﻭ ﺗﻀﺮﺑﻬﺎ ﻭﺗﺤﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ.
ﺍﻋﺘﺮﺽ ﺍﻻﺑﻦ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻏﻀﺐ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻏﻀﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻟﻜﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻼﺷﻰ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺣﻠﻢ ﺑﻪ .
ﺍﻧﻔﺮﺟﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﺒﺮ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭ ﺗُﺨﻴﺮﻩ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺟﻨﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﻪ ﻟﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﻌﺪ ﺗﺮﺩﺩ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺟﻼ ﺍﻵﻥ .
ﻳﺎ ﺑﻨﻲ
ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻛﻢ ﺳﻬﺮﺕ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
ﻭ ﺗﺠﺮﻋﺖ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ
ﻭ ﺃﺣﺮﻗﺖُ ﺍﻵﻣﺎﻧﻲ
ﻭ ﺫﺭﻓﺖ ﺍﻵﻟﺊ
ﻭ ﺿﺤﻴﺖ ﺑﻤﺎ ﻏﺎﻟﻲ
ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺎﻟﻲ
ﺃﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻟﻲ
ﺍﻩ ﻭ ﺍﻩ ﻣﻨﻚ ﻳﺎ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻱ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:{ ﻭَﻗَﻀَﻰ ﺭَﺑُّﻚَ ﺃَﻟَّﺎ ﺗَﻌْﺒُﺪُﻭﺍ ﺇِﻟَّﺎ ﺇِﻳَّﺎﻩُ ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻱْﻦِ ﺇِﺣْﺴَﺎﻧًﺎ ﺇِﻣَّﺎ ﻳَﺒْﻠُﻐَﻦَّ ﻋِﻨْﺪَﻙَ ﺍﻟْﻜِﺒَﺮَ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﺃَﻭْ ﻛِﻠَﺎﻫُﻤَﺎ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﻘُﻞْ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﺃُﻑٍّ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻨْﻬَﺮْﻫُﻤَﺎ ﻭَﻗُﻞْ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﻗَﻮْﻟًﺎ ﻛَﺮِﻳﻤًﺎ * ﻭَﺍﺧْﻔِﺾْ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﺟَﻨَﺎﺡَ ﺍﻟﺬُّﻝِّ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﺔِ ﻭَﻗُﻞْ ﺭَﺏِّ ﺍﺭْﺣَﻤْﻬُﻤَﺎ ﻛَﻤَﺎ ﺭَﺑَّﻴَﺎﻧِﻲ ﺻَﻐِﻴﺮًﺍ }
ﺳﻮﺭﺓﺍﻹﺳﺮﺍﺀ 23/24
ﺍﻧﺘﺰﻉ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻣﻪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻪ ﺑﺪﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺑﺘﻮﺳﻼﺗﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﻻ ﻳﻔﻌﻞ.
ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭ ﺍﻻﺑﻦ ﻻ ﻳﻮﻓﺮ ﺟﻬﺪﺍ ﻓﻲ ﺗﺪﻟﻴﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﻏﻤﺮﻫﺎ ﺑﺤﻨﺎﻧﻪ ﻭ ﺣﺒﻪ ﻭ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﺰﺭ ﺃﻣﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻓﻘﻂ.
ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﺗﺼﺎﻻ ﻟﻴُﻔﺠﻊ ﺑﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺰﻭﺟﺘﻪ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﺧﺬ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﺣﻴﻦ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺗﺼﻨﻌﺖ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻟﻴُﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﺮﻏﻤﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ.
ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺄﻣﻬﺎ ﻭ ﺗﺒﺮﻫﺎ ﻭ ﻃﻴﻒ ﺃﻣﻪ ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻟﻴﻼ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﻭ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻤﺮ ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻪ ﻣﺴﺒﺒﺔ ﻟﻪ ﺍﻷﺭﻕ.
ﺣﻀﻦ ﺩﺍﻓﺊ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻴﻨﺎﻡ ﻭ ﻟﻤﺴﺎﺕ ﺣﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﺸﻌﺮﻩ..ﻳﺪ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻟﺘﺴﺘﺸﻌﺮ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻭﻫﻤﺴﺎﺕ ﺣﻨﻮﻧﺔ ﻣﺨﺘﻨﻘﺔ (ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻛﺎﻥ ﻓﻲَّ ﺍﻧﺎ ﺑﺪﻻ ﻋﻨﻚ)
ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻓﺰﻭﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺃﻣﻬﺎ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻷﻣﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ .
ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﺠﺎﻓﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺬﻭﻗﻪ ﻣﻨﺬ ﻭﺿﻊ ﺃﻣﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺠﺰﺓ.
ﻭﻗﻒ ﻭ ﺍﺗﺠﻪ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻪ ﻳﺠﺪ ﺣﺒﻮﺏ ﺍﻟﻨﻮﻡ.
ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﻇﺮﻑ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﺘﺤﻪ ﻭ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺃﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻐﺸﺎﻭﺓ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ..ﺍﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺸﺘﻌﻼﻥ ﻏﻀﺒﺎ
ﺿﺮﺑﻬﺎ ﻭ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺛﻢ ﻃﺮﺩﻫﺎ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺷﺮ ﻃﺮﺩﺓ
ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻫﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻦ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻛﺬﺑﺔ ..ﻧﻌﻢ ﻛﺬﺑﺔ ﻓﺰﻭﺟﺘﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺎﻣﻼ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﻗﺮ.
ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻠﻬﺚ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ .. ﺗﺸﺠﻊ ﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭ ﺃﻃﻞ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺼﺤﻔﺎ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻭ ﺗﺮﺗﻞ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﺷﻊ ﻭ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺗﻐﻄﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﻟﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﺭﻛﺾ ﻧﺎﺣﻴﺘﻬﺎ ﺟﺎﺛﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻣﻘﺒﻼ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ.
ﺍﻧﺘﻔﻀﺖ ﺍﻷﻡ ﻣﻦ ﺗﺬﻟﻞ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭ ﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻏﻀﺐ ﻣﻨﻚ ﻳﻮﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﺎﻣﺤﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺑﻞ ﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻥ ﻳُﺴﻌﺪﻙ ﻭ ﻳﻮﻓﻘﻚ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ.
ﺳﺎﻟﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻻﺑﻦ ﺗﺄﺛﺮﺍ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺗﻬﺘﻢ ﻷﻣﺮﻩ ﻭ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﺩ ﺑﻐﺒﺎﺋﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺃﺟﻤﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻻ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻷﻡ ﻭ ﻛﺎﺩ ﻳﻔﻘﺪ ﺃﻏﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺃﻻ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﺎﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ.
ﺃﺧﺮﺝ ﺃﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ .
ﺗﺼﺎﺩﻕ ﻣﻊ ﺍﺑﻦ ﺟﺎﺭﻩ ﻭﺣﻜﻰ ﻟﻪ ﻗﺼﺘﻪ ﻓﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻭ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﺘﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻓﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﺑﻬﺎ ﻋﻮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻟﻪ ﻭ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻷﻣﻪ ﻭ ﻧﻌﻢ ﺍﻷﻡ ﻷﻃﻔﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺯﻕ ﺑﻬﻢ ﻓﻌﺎﺵ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:”ﻭَﻭَﺻَّﻲْﻨَﺎ ﺍﻟْﺈِﻧﺴَﺎﻥَ ﺑِﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻪِ ﺣَﻤَﻠَﺘْﻪُ ﺃُﻣُّﻪُ ﻭَﻫْﻨﺎً ﻋَﻠَﻰ ﻭَﻫْﻦٍ ﻭَﻓِﺼَﺎﻟُﻪُ ﻓِﻲ ﻋَﺎﻣَﻴْﻦِ ﺃَﻥِ ﺍﺷْﻜُﺮْ ﻟِﻲ ﻭَﻟِﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻚَ ﺇِﻟَﻲَّ ﺍﻟْﻤَﺼِﻴﺮ”
ﺳﻮﺭﺓ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺍﻵﻳﺔ 14