*ما هي أهم الاحتياجات الوجدانية والنفسية الأساسية لنمو الطفل؟* - شبكة صحتك

*ما هي أهم الاحتياجات الوجدانية والنفسية الأساسية لنمو الطفل؟*

جوجل بلس

*ما هي أهم الاحتياجات الوجدانية والنفسية الأساسية لنمو الطفل؟*

إن أهم عشرة احتياجات نفسية أساسية للإنسان هي: (القبول – الإعجاب – التشجيع – المساندة – دفء المشاعر – الشعور بالأمان – الاحترام – الاهتمام – التعزية – التقدير).

وسنحاول أن نفصل في بعض هذه *الاحتياجات الضرورية والأساسية لنمو الطفل* ومنها:

– أولاً: الاحتياج إلى الانتماء والتعلق والارتباط الآمن
وضمن هذا الاحتياج يوجد الاحتياج للقرب، والاحتياج للحنان والحب.
حيث يحتاج الطفل إلى القرب والتواجد المادي المستمر والاتصال البدني بأحد الوالدين (غالباً الأم)، مما يوفر للطفل الإحساس بالأمان والدفء.

كما يحتاج للحنان والحب والاهتمام عن طريق الهدهدة والتربيت والاحتضان والقبلات والتواصل بتعبيرات الوجه والتواصل البصري والابتسام والتعبيرات الصوتية، وهنا من المهم أن نشير إلى أنه لا يكفي أن يقرر الوالدان أنهما قد منحا طفلهما الحب، ولكن المهم أن يشعر الطفل بهذا الحب ويستقبله، والطفل في سنواته الأولى يستقبل التلامس والحمل والقبلات والأحضان، بالإضافة للتدليل والملاطفة.- ثانياً: الاحتياج لتكوين الذاتية والاستقلال
يتحقق هذا الاحتياج عند إشباع احتياج الطفل لقضاء أوقات خاصة مع والديه، بالإضافة إلى القدرة على التعبير عن الرأي الخاص.

فالطفل يحتاج أن يقضي الوالدان معه أوقاتاً خاصة محددة يومياً، وهي أوقات يكون فيها الطفل هو محور ومركز الاهتمام ولا شيء آخر، فلا تتصفح الجرائد ولا تنشغل بالتلفاز أو الكمبيوتر والمحمول، وفي هذه الفترات يتواصل الوالدان مع الطفل في علاقة شخصية على مستوى التواصل البصري والفكري والعاطفي.

كما يحتاج إلى أن يعبر عن رأيه الخاص بأسلوب يتناسب مع سنه، وفي جو من الارتياح والطمأنينة، ودون الشعور بأي خوف أو تهديد أو تعجل أو فقدان صبر.
وتسديد هذا الاحتياج يفترض عدم وجود الرفض لجنس الطفل أو شخصه، أو الرغبة في عدم وجوده، أو القسوة والتوبيخ والجفاء في علاقة الوالدين بالطفل.

– ثالثاً: الاحتياج إلى النظام الروتيني
يحتاج الطفل لوجود برنامج روتيني يومي متوقع لا يحمل المفاجآت لحياة الطفل، بما في ذلك مواعيد الأكل والنوم، مما يرسخ شعوراً بالأمان والهدوء والاستقرار داخل الطفل، والطفل بدون روتين يومي ثابت، بالأخص في مواعيد الأكل والنوم، يصاب بالتوتر والتشتت الفكري وعدم الأمان، بما يجعله غير قادر على الثقة والإنجاز والابتكار.

– رابعاً: الاحتياج إلى الإحساس بالدفء والحب والتفاهم الناجح في العلاقة بين الوالدين
أثبتت الدراسات أهمية وجود هذا الحب والتفاهم في العلاقة بين الزوجين منذ فترة الحمل في الطفل، الأمر الذي يتطلب عدم وجود مشاجرات أو توترات أو برودة في العلاقة بين الوالدين، أو ضعف شخصية أحدهما أمام الآخر.

– خامساً: الاحتياج إلى التهذيب
هذا احتياج مهم جداً للطفل، ولكن لا يمكن تسديد هذا الاحتياج ما لم تسدد الاحتياجات المذكورة سابقاً، حيث يستحيل أن تدرب الأطفال على الطاعة وانضباط السلوك بصورة صحيحة، ما لم تكن علاقتنا المبدئية معهم قائمة على الحب غير المشروط، وتوفير الاحتياجات الأساسية للطفل، وحينها يأتي التهذيب سلساً وميسوراً.

وقد ينتهج الوالدان بعض أساليب التهذيب الخاطئة، ومنها التدليل الزائد، أو الحماية الزائدة، أو العقاب الخاطئ، أو المقارنة بين الطفل وطفل آخر، أو تفضيل طفل آخر عليه.

* تمييز الاحتياجات النفسية
من السهل على الإنسان أن يميز احتياجاته الجسدية، ولكن يصعب عليه أن يميز احتياجاته النفسية والروحية، فهي احتياجات لأشياء غير منظورة أو ملموسة، وتأثير غيابها لا يظهر بصورة واضحة أو بسرعة.

* التعبير عن الاحتياجات النفسية
الأطفال يشعرون باحتياجاتهم النفسية ويعبرون عنها ببساطة عبر البكاء، ولكن عندما يكبر الطفل وخصوصاً لو كبر في بيئة لا تعترف بمثل هذه الاحتياجات، فإنه يتعلم ألا يعبر عن هذه الاحتياجات ببساطة، ويقنع نفسه أن هذه الاحتياجات رفاهية وترف، لكي لا يطالب بها.

ربما في بعض الأحيان يصل لمرحلة اليأس من إمكانية تسديد احتياجاته، والخوف من أن إظهارها أو الاعتراف بها قد يعرضه للإحباط والانهيار وربما الاستغلال من الناس، وهذا يجعله ينكر احتياجه لحماية نفسه، وقد يقوم هذا الإنكار بدوره في حماية الطفل من الإحباط لفترة من الوقت، لكن تكمن الخطورة في أن ذلك الجدار الذي بناه الطفل لإخفاء احتياجه ربما ينهار فجأة دون أن يكون مستعدا لذلك، فتخرج هذه الاحتياجات وتعبر عن نفسها بفجاجة وطرق خاطئة.