موقع يكشف.. - شبكة صحتك

موقع يكشف..

جوجل بلس

نشر موقع “بزنس إنسايدر” تقريرا، لمدير شركة الاستشارات الأمنية الاقتصادية “ألاكو” في لندن، أمبروز كيري، يقول فيه إنه بعد عامين من صعوده إلى العرش السعودي، فإن محمد بن سلمان يجد نفسه أمام تحديات تتعلق بإنجازاته.

ويجد التقرير، أنه مع أن ابن سلمان قدم نفسه بصفته الرجل القوي الذي يريد تحويل السعودية، إلا أن حصيلة الرجل القوي فقيرة، مشيرا إلى أن وعود الأمير الشباب لم تتحقق، فنسبة البطالة اليوم عالية، ويقوم رجال الأعمال الأثرياء بنقل ثرواتهم إلى خارج المملكة، أما الغربيون فمترددون في وضع أموالهم فيها.

ويقول كيري إن “الأمير الشاب، الذي وقف واثقا من نفسه على المسرح الدولي، أصبح مهمشا، بل يبدو أنه (أهين)، فسمعته الإقليمية بصفته رجلا قويا تراجعت، أما إصلاحاته الاقتصادية فلم تتحرك قيد أنملة، ويعاني من ضغوط لتحمل مسؤولية مقتل جمال خاشقجي، وتمت إهانته بالهجوم الذي اتهمت به إيران على منشآت إنتاج النفط، الذي أدى إلى توقف مؤقت لنسبة 50% من القدرة الإنتاجية“.

ويشير الموقع إلى أن محمد بن سلمان يكافح من أجل الحصول على احترام في المجتمع الدولي، لافتا إلى أنه ينظر له على أنه شخص ضعيف من منافسته الإقليمية إيران.

ويفيد التقرير بأنه “بسبب تنفيره الكثير من المستثمرين، من خلال محاولاته المغلفة بغلاف تطهير الفساد، وسجن الأثرياء المؤثرين في البلاد، ودوره في جريمة مقتل خاشقجي، فإن عزلة وريث العرش كانت كاملة لولا الدعم المتواصل من معظم السعوديين، خاصة الشباب الذين دعموا إصلاحاته الاجتماعية، وهذه للمفارقة من شخص ديكتاتوري يطمح لتحويل البلاد إلى دولة ليبرالية وذات رؤية متقدمة“.

ويلفت الكاتب إلى صعود الأمير المفاجئ في انقلاب قصر عام 2017، حيث ركز دعائم سيطرته على مفاصل الدولة، وتبعت ذلك عملية تطهير لمعارضيه المحتملين، واحتجازه “الغريب” لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي كان في زيارة إلى السعودية، وحملته المثيرة للجدل لمكافحة الفساد، ثم جاءت بعد ذلك رؤية 2030 لتحويل المملكة، التي عرضها قبل عام من صعوده للعرش وسط احتفاء وصخب وبحضور غربي واضح، وعمل في زيارة لكل من واشنطن ولندن على الترويج لخطته، التي قال إنها تطمح لكسر اعتماد المملكة على النفط.

ويستدرك الموقع بأن صورته بصفته رجلا وحشيا وقاسيا ومصمما على جر بلاده إلى القرن الحادي والعشرين، بدأت تتخذ شكلها في بعض الدوائر، فيما شكك آخرون في نوايا ولي العهد الشاب، وبدأت تثار أسئلة حول استعداده لتطبيق إجراءات تقشف بعد محاولته تخفيف آثارها، من خلال مساعدات بالمليارات للمواطنين الذين احتجوا عليها، وحصل هذا في وقت كانت فيه خزينة الدولة تجف بسبب الحرب المستمرة في اليمن.

وينوه التقرير إلى أنه من أجل تمويل الإصلاح، فإن ابن سلمان تبنى سياسة مثيرة للشك لمكافحة الفساد، فسجن عددا من رجال الأعمال والأمراء في فندق ريتز كارلتون، مشيرا إلى أن ما هو أسوأ من هذا أن عملية قتل الصحافي خاشقجي أخافت المستثمرين.

ويذكر كيري أن محمد بن سلمان مضى في سياسة أخرى محفوفة بالمخاطر، وهي سياسة “سعودة” الوظائف، واستبدال العمالة الوافدة بعمالة سعودية، وهي السياسة الموجودة قبل وصوله إلى السلطة، وهو ما خلق مشكلة للقطاعين العام والخاص، وذلك لأن رحيل العمالة الأجنبية، التي أجبرت على مغادرة المملكة، خلق فراغا لم يكن من السهل ملؤه.

ويفيد الموقع بأن هناك تقارير تحدثت عن ارتياح التجار من ميزات هذه السياسة، فيما قامت السلطات بإغلاق المحال التي لم تطبق السياسة، مشيرا إلى أن العمالة الوافدة لم تكن هي الوحيدة التي تركت البلاد، بل المال السعودي أيضا، فبدأ الأثرياء الخائفون من حملة جديدة في ريتز كارلتون بنقل أموالهم سرا إلى الخارج.

ويكشف التقرير عن أن الأثرياء يخرجون أموالهم عبر دفعات صغيرة لئلا يثيروا انتباه السلطات، مشيرا إلى أن الشخصيات السعودية البارزة المقيمة في الخارج ليست لديها فكرة عما إذا كان سيتم اعتقالها في حال عودتها إلى السعودية أم لا.

وينقل الكاتب عن مصادر، قولها إن الأمراء ورجال الأعمال السعوديين والمستشارين يتجاوزون الفترة المحددة في تأشيراتهم في بريطانيا، حيث تغض الحكومة البريطانية الطرف عنهم، مشيرا إلى أن هناك مخاوف حقيقية من عودتهم، فسجناء الريتز الذي توصلوا لتسويات مالية مع الحكومة مقابل حريتهم لا يسمح لهم بالسفر، ومن أبرز هؤلاء الأمير الوليد بن طلال، وتظهر مقابلاته مع الصحافة ما يرى البعض أنه “عرض ستوكهولم”، (وهي الحالة التي تدفع الرهائن لبناء تحالف مع خاطفيهم).

ويشير الموقع إلى أن حرية حركة الأثرياء قيدت بسبب عدم قدرتهم على دفع المبلغ المطلوب منهم، لافتا إلى أن من المفهوم أنه تمت إعادة تشكيل أرصدتهم، فيما ترتبط أرصدتهم المالية في الخارج بأمناء لن يوافقوا على الإفراج عنها إلا في حال معرفتهم أن المنتفعين منها لا يتعرضون للإكراه، وقد كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” عن ضغوط على الأثرياء السعوديين لشراء حصص في الاكتتاب العام المقبل لشركة أرامكو

ويستدرك التقرير بأن محمد بن سلمان لديه مظاهر قلق أهم في أعقاب الهجوم الإيراني على السعودية، فالرئيس دونالد ترامب لا يبدو في مزاج لجر الولايات المتحدة إلى نزاع مع طهران، مشيرا إلى أنه في ظل تردد ولي العهد مواجهة إيران بمفرده فإن المملكة تظل عرضة للمخاطر.

ويلفت كيري إلى أن بقاء الحكومة، التي تنقل أعمالها في الصيف من الرياض إلى جدة التي ظلت فيها بعد الهجمات الإيرانية الأخيرة، أثار الدهشة، مشيرا إلى أنه حتى الإمارات العربية المتحدة، حليفة محمد بن سلمان، بدأت تتنازل لطهران، وقررت سحب قواتها من اليمن، والتعاون مع الإيرانيين في الأمن البحري.

ويذكر الموقع أنه في الوقت الذي حذر فيه ابن سلمان من مخاطر عرقلة نفط الخليج على الاقتصاد العالمي، إلا أن المجتمع الدولي الذي استمع إليه ليس لديه ما يقوله أو يشارك فيه في مجال حراسة الناقلات، أو زيادة دفاعات المملكة.

ويذهب التقرير إلى أنه “بسبب كونه بات يواجه إيران وحده، فإنه سيجد مشكلات أخرى تلاحقه في الداخل، من زيادة معدلات البطالة 12% أو أكثر، فيما توقع صندوق النقد الدولي النمو الاقتصادي السعودي لهذا العام بحوالي 1.9%، وهذا رغم كون الميزانية الحكومية هي الأكبر على الإطلاق، ولم تساعده أيضا أسعار النفط المنخفضة، والتوتر الأمني في الخليج“.

ويرى الكاتب أنه “بعد أكثر من 3 أعوام على إعلانه عن رؤية 2030، فإنه ليس لدى الأمير ما يقدمه للشعب من إنجازات، فالاستثمار الأجنبي المباشر العام الماضي كان 12% مما كان عليه قبل عقد، وتؤخر الشركات المتعددة الجنسيات الاستثمارات في السعودية؛ بسبب ما تراه عدم استقرار لوضع الأمير

وينوه الموقع إلى أن الكآبة الاقتصادية تظهر من خلال انهيار أسعار العقارات ومراكز التسوق الفارغة، خاصة أن زيادة تكاليف المعيشة تمنع المواطنين عن الإنفاق كما في الماضي، مشيرا إلى أن ضريبة القيمة المضافة أدت دورا في هذا الأمر، فحدت من الاستثمارات السعودية، وقررت شركة تجارة تجزئة كبيرة تعليق خطط التوسع بسبب الضريبة على المبيعات

ويقول كيري: “يبدو أن خطة الأمير الرئيسية لبناء مدينة المستقبل (نيوم) تسير في الاتجاه ذاته الذي سارت فيه خطط عمه الملك عبدالله، الذي خطط لبناء ست مدن اقتصادية، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، التي تبدو مدينة مكلفة، لكن لا منفعة منها، ولحسن الحظ لمحمد بن سلمان فإن الرأي العام لا يزال يدعمه، مع أنه من الصعب التعرف على مستويات الدعم، إلا أن التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تذمرا من سياسات التقشف، ومع ذلك هناك دعم لإصلاحاته الاجتماعية“.

ويختم “بزنس إنسايدر” تقريره بالقول إنه “ينظر لمحمد بن سلمان على أنه رجل حداثي في المملكة، وهناك الكثيرون ممن يدعمون خططه لتخفيف القيود الاجتماعية المحافظة، وهذا الدعم وإن كان مهما له وهو يحاول إصلاح الاقتصاد إلا أنه محدود، فانخفاض أسعار النفط وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر سيتركان أثرهما بالتأكيد على محمد بن سلمان”.

المصدر: عربي 21