3 شقيقات يهزمن كورونا في مصر.. وأصغرهن تروي القصة - شبكة صحتك

3 شقيقات يهزمن كورونا في مصر.. وأصغرهن تروي القصة

جوجل بلس

3 شقيقات يهزمن كورونا في مصر.. وأصغرهن تروي القصة

فتاة مصرية ترتدي كمامة طبية للوقاية من كورونا

لم تتخيل السيدة المصرية بسمة علي أنَّفيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩) الذي طالما تناقلت أخباره عند تفشيه لأول مرة في الصين بشيء من الكوميديا، سوف يصيبها هي وشقيقتيها.

وبحسب بسمة (45 عاماً)، فإنَّ الحس الفكاهي الذي تتمع به كان السبب الرئيسي في شفائها وخروجها من مستشفى العزل بعد ٨ أيام من دخولها، رغم مخاوف الأطباء وقلقهم من ضعف مناعتها.

عائدة من العمرة

في مدينة الغردقة المصرية، استقبلت بسمة وأختها شقيقتهما الكبرى العائدة للتو من المملكة العربية السعودية بعد أداء فريضة العمرة.

تروي بسمة لـ”العين الإخبارية”: “عادت أختي الكبرى منى (٥٩ عاماً) من العمرة، وكانت تشعر بأعراض الإنفلونزا، لكن لم يخطر ببالنا أنها مصابة بكورونا، أو أن يكون الفيروس قريباً منا إلى هذه الدرجة، حتى إنني لا أزال أذكر مكالمتي لها وأنا أقول بمزاح (ربما أصبتِ بالفيروس الجديد)”.

هذا الحديث لم يمنع بسمة من الذهاب رفقة أختها (٥٨ عاماً) وابنتها لزيارة شقيقتهما العائدة من العمرة التي ظهرت عليها الأعراض بعد يومين من وصولها، قبل أن تكتشف الأسرة أنها مصابة بالفيروس.

مستشفى العزل

تقول بسمة وهي أصغرهن: “٨ أشخاص من عائلتي بما فيهم أنا، دخلنا مستشفى العزل في أسوان، لعدم وجود مستشفى عزل بمدينة الغردقة بعد، شقيقتي الكبرى وأبناؤها الثلاثة وشقيقتي الثانية وابنتاها”.

وتضيف: “البداية كانت مع أختي العائدة من العمرة، إذ دخلت المستشفى بعد الاشتباه في إصابتها بالفيروس خاصة مع ارتفاع درجة حرارتها، وبالفعل ظهرت نتيجة التشخيص إيجابية، ليأتي دورنا بعدها”.

الصيف وفيروس كورونا.. تحجيم لا قتل

لم تشعر بسمة بأي أعراض شائعة خلال فترة الإصابة مثل الكحة أو ارتفاع درجة الحرارة لكن شعرت بشيء آخر: “كنت فاقدة تماماً حاسة الشم، لا أكل ولا أدوية ولا مطهرات، استمر الأمر معي لمدة يومين بعد العزل حتى بدأت أتحسَّن”.

رضا وسعادة

وعند الحديث عن أسرتها لمعت عينا بسمة وبدا في صوتها الرضا والسعادة: “الحمد لله لم يُصب زوجي أو أبنائي الأربعة، لم يكونوا معي في الزيارة حتى عندما عدت إلى المنزل لم تنتقل العدوى إليهم، لا أعرف كيف حدث ذلك لكنه لطف الله بي”.

تتحدث بسمة عن فيروس كورونا كأنه مرض بسيط، ولا تفوّت فرصة دون أن تضحك، وتفسر ذلك بأنه سر شفائها فتقول: “لا أنكر تأثري عندما اكتشفت إصابتي خاصة أنني بعيدة عن أولادي، لكني فكّرت بهدوء وقلت إنَّه نصيب وقدر وأن المسألة مسألة وقت وسأخرج من هنا”.

وعن هذه الأيام تحكي: “كنت أحيط نفسي بالضحك ومحادثة أبنائي عبر الفيديو يومياً، خاصة بعدما عرفت أن مناعتي وحدها مَن ستحارب الفيروس، وفعلاً بعد ٤ أيام أجروا لي تحليلاً جديداً فجاءت النتيجة سلبية”.

قلق الأطباء

تبتسم بسمة وهي تروي كيف اعترف لها الطبيب المختص داخل مستشفى العزل أنّهم كانوا قلقين على حالتها الصحية، لأنها تعاني من السكري والأنيميا الحادة والورم الليفي، فتوقعوا ضعف مناعتها أمام الفيروس، وهو ما لم يحدث.

تضحك المتعافية حديثاً، وتقول: “عندما كان يتصل بي أحد أقاربي وأجد صوته حزيناً كنت أبادره بالمزاح، كنت أضحك على أي موقف وأسخر من المرض وأقول عنه مسكين لا يعرف ماذا سيواجه معي أنا وشقيقتاي”، في إشارة إلى قدرتهن على هزيمة المرض.

رياضي مصري يروي لـ”العين الإخبارية” تفاصيل رحلة شفائه من كورونا

وبشيء من الإصرار تقول بسمة: “لم أشك للحظة واحدة أنني سأتغلب على هذا الفيروس، كنت أعرف أن حالتي النفسية ومناعتي أقوى سلاح، وبالفعل كنت أول من هزمته بين عائلتي، ولحق بي باقي أفراد الأسرة”.

الأم الحامل

تحكي بسمة مفارقة حدثت مع عائلتها وهي إصابة ابنة شقيقتها “نسرين” بفيروس كورونا قبيل ولادتها: “نسرين لم تكن معنا في زيارة أختي، لكنها خالطت أمها فور رجوعها من الزيارة، وانتقلت العدوى إليها”.

وتستعيد هذه اللحظات العصيبة قائلة: “قلقنا كله كان على الأم وجنينها خاصة أن ميعاد ولادتها كان قد حان، نُقِلت إلى مستشفى العزل واضطر الطبيب المختص إلى تأجيل الولادة لحين شفائها”.

وتضيف: “كنت أحاول طمأنتها باستمرار، وكذلك جميع عائلتي، كنا نقول لها إن (آدم) سيكون بخير ومعافى، وسيأتي بالخير كله على عائلتنا، وبالفعل شُفينا جميعا قبل أن يخرج للنور”.

مهمة التوعية

تعترف بسمة أن عائلتها تتحفظ على الظهور إعلامياً لا سيما أن البعض يعد الكشف عن تعافيه من مرض “تشهيرا لا داعي له”.

ورغم تحفظها على نشر صورتها احتراماً لرغبة أسرتها، تعارض بسمة هذا الرأي “لأنه أمر عادي يعاني منه العالم كله”، بل تعد الحديث عن أيام العزل والأمل “مهمة واجبة” بعدما كسرت بلادها حاجز 1000 مصاب بالفيروس.

وسجلت مصر، حتى مساء الأربعاء، 1560 إصابة بفيروس كورونا المستجد، بينهم 305 حالات تمَّ شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل و103 وفيات.

أسرّة ورقية لمن ينتظر نتائج كورونا في مطار ياباني

وتقول: “أصبحت أنصح الجميع بكل ما قرأته وعرفته وعايشته.. بعض الأقارب أو الأصدقاء يتصلون بي ويقولون إنهم يشكّون في إصابتهم، كنت أسألهم عن الأعراض وأشرح لهم أهمية العزل والبعض كنت أنصحهم بإجراء الفحص خاصة لو كانوا مخالطين لمصاب”.

تطبق الأم المتعافية مع أسرتها جميع الإرشادات الصحية، وتقول إنه على الرغم من شفائها لكنها لا تزال تعزل نفسها داخل المنزل سواء في الأكل أو غسل الملابس، زيادة في الاطمئنان.

لا تعبأ بسمة بالحظر الذي يطبق على مدينتها السياحية بالكامل: “كنت داخل غرفة بمستشفى لأكثر من أسبوع، والآن في منزلي وسط أسرتي الصغيرة، لا يهم وجود حظر بالخارج طالما جميعنا معاً في أمان الآن”.

وفي وقت سابق اليوم، مددت مصر حظر التجوال في البلاد لأسبوعين إضافيين مع تخفيف ساعات الحظر ساعة إضافية، ضمن إجراءات مكافحة فيروس كورونا.