📖قصص📙وحكايات📖 ـ┓━━━━━M━━━━━┏ *📖»محروس والتنين«📖* - شبكة صحتك

📖قصص📙وحكايات📖 ـ┓━━━━━M━━━━━┏ *📖»محروس والتنين«📖*

جوجل بلس

📖قصص📙وحكايات📖
ـ┓━━━━━M━━━━━┏
*📖»محروس والتنين«📖*

( الشاب محروس والتنين ذو التسعة رؤوس )
*الحلقة الاولــ1⃣ــى*

➖➖➖➖📖➖➖➖➖
منذ زمن بعيد ..
عاش فلاح عجوز مع أولاده الثلاثة في أرضهم الصغيرة التي اعتنوا بها فاعتنت بهم ووفرت لهم الحياة الكريمة الهادئة حتى بلغ الأولاد مبلغ الرجال ..
أما أبيهم فقد اقترب أجله ودق ناقوس رحيله عن هذا العالم ..

وكان لذلك الأب خزانة حديدية مقفولة في غرفته .. لطالما بقي محتواها سراً لدى أولاده

وفي أحد الأيام ..
جمع الأب أبنائه إليه وقال لهم :لقد أردتكم يا أولادي أن تعلموا قبل رحيلي بأني لم أعش دائماً حياتي كفلاح ..
بل كنتُ في شبابي مغامراً طائشاً جبتُ العالم ورأيتُ العجائب ..
لكني لم أجد الراحة والإستقرار إلا عندما تزوجت بوالدتكم رحمها الله ..
حيث عشنا في هذه الأرض الطيبة ومن ثم رزقنا الله بكم أنتم الثلاثة ..
وقد جمعت من مغامراتي السابقة ثلاثة كنوز أخفيتها في هذه الخزانة ..
وأشار الى الخزانة الحديدية .. ثم أضاف :
وقد كنت أعتقد أن تلك الكنوز ستكون سندي بعد تقاعدي لكن لقائي بوالدتكم قد غير كل شيئ ..
فقررت الإقفال على تلك الكنوز والعيش مع زوجتي حياة طبيعية في هذا الحقل .. فقد كانت أمكم هي الكنز الحقيقي بالنسبة لي ..

واليوم ومع اقتراب أجلي أترك لكم تلك الكنوز الثلاثة لتتقاسموها فيما بينكم .. لكن عليكم أن تعدوني أن تستعملوها بحكمة وإنصاف وإلا فلن أرضى عنكم أبداً حتى بعد مماتي ..
قال الأخ الأكبر ويدعى منصور :
أطال الله في عمرك يا أبي .. بالطبع نعدك إن شاء الله أن نفعل ..
آنذاك .. ناول الأب مفتاح الخزانة لمنصور وطلب منه فتحها ففعل ..
تطلع الإخوة الثلاثة الى محتويات الخزانة بلهفة .. فهي المرة الأولى التي سيكتشفون فيها سر الخزانة الذي لطالما بقي غامضاً بالنسبة لهم لسنين طويلة ..
اكتشف الثلاثة أنها تحتوي على ثلاثة أشياء :
قبعة سوداء قديمة ومفتاح حديدي صدئ .. بالإضافة الى خاتم ذهبي جميل ..
تفاجئ الثلاثة من تلك (الكنوز) وتسائلوا في أنفسهم عنها وعن قيمتها .. باستثناء الخاتم الثمين ..
هنا قال الأب :
لابد أنكم قد شعرتم بخيبة الأمل .. لكن اعلموا أن المظاهر قد تكون خداعة أحيانا ..
فهذه القبعة هي قبعة السيادة .. وأن من يرتديها ويدخل على أي بلدة فسيصبح حاكم تلك البلدة والرجل الأول فيها ..
أما المفتاح فهو الوسيلة الوحيدة لفتح الصندوق الحديدي المدفون في الحقل الميت المجاور لحقلنا .. والذي يحتوي على نفائس الدر والجوهر ..
وأما بالنسبة للخاتم الذهبي .. فهو الأصعب والأعقد من بين تلك الأشياء ..
فحين تضع ذلك الخاتم في إصبع الأميرة النائمة في البرج القديم .. فسوف يزول السحر عنها وتستيقظ من رقدتها وستصبح زوجتك ..
حالما سمع الثلاثة ب(البرج القديم) حتى سرت فيهم رعشة غريبة بشكلٍ لا إرادي .. فقال الأب :
نعم .. البرج القديم .. وانتم قد سمعتم جميعاً بقصة تلك الأميرة التي أصابتها لعنة النوم الأبدي من طرف ساحرة حقودة .. ولا تزول تلك اللعنة إلا بقبلة من فارسٍ نبيل يهبّ لنجدتها .. لكن بعد أن يقضي على التنين ذو الرؤوس التسعة الذي يحرس البرج ..
لكني أخبركم أن هذا الخاتم هو الذي سيبطل السحر وليس مجرد قبلة عابرة كما يتوهم الكثيرون ..

في اليوم التالي .. توفي الأب ..
فرثاه أبناؤه الثلاثة وقاموا بدفنه في جانب الحقل بجوار قبر والدتهم ..

وبعد أيام ..
قرر الاخوة تقسيم الكنوز الثلاثة فيما بينهم .. فتقدم الأخ الأكبر وقال :
بما أنني الأكبر بيننا .. فسأكون أول من يختار من هذه الكنوز ..
مد منصور يده وأخذ قبعة السيادة من الخزانة وقال :
إنها أسهل الكنوز ولا تحتاج جهدا ..
ثم تقدم الأخ الأوسط واسمه محمود وقال :
لقد حان دوري ..
إختار محمود المفتاح الصدئ ثم قال :
قد أحتاج الى تقليب تربة الحقل المجاور بالكامل للعثور على صندوق الكنز .. لكن ذلك سيعود علي بالنفع في النهاية .. لأن الحقل سيغدو جاهزاً للزراعة حينذاك ..

أما الأخ الاصغر ويدعى محروس فلم يتبقى له خيار سوى خاتم الذهب ..
أمسك محروس الخاتم ونظر إليه مليا ..
شاهد على السطح الداخلي منه نقشاً غريباً لم يفهمه ..
هنا اقترب منصور منه وقال :
لو كنت مكانك لبعت ذلك الخاتم الجميل واستفدت من ثمنه ..
قال محروس :
إنه أحد كنوز والدي رحمه الله .. ولابد أنه قد أجهد نفسه كثيراً في سبيل الحصول عليه .. فكيف تطلب مني أن أتخلى عنه بتلك البساطة ؟؟
لا يا أخي .. أعتقد أني سأستفيد من هذا الخاتم كما ستستفيدون أنتم من كنوزكم ..
قال محمود بتعجب :
هل تعني أنك ستذهب وتقارع التنين الرهيب ذو التسعة رؤوس من أجل أن تجرب وضع الخاتم في إصبع الأميرة المسحورة ؟؟
أجاب محروس :
إذا كنتَ قد صغتها بهذا الشكل فأعتقد أن الجواب هو نعم .. سأفعل ذلك إكراماً لتراث أبي ..
هنا سخر منه كلٌ من شقيقيه ثم قال له منصور :
وكيف تنوي بالله عليك قتل ذلك المخلوق الفظيع الذي عجز عن خدشه عشرات الفرسان الذين لا يشق لهم غبار ولو خدشاً واحدا ؟؟ وبالمقابل فقد دفعوا حياتهم جميعاً ثمناً لمغامرتهم المجنونة ..
أطرق محروس برأسه مفكراً ثم قال :
لا أعرف الآن .. لكني واثقٌ بأني سأهتدي الى طريقة ما ..
تقدم محمود ووضع يده على كتف محروس وقال :
أنت أخونا يا محروس .. ولا نريد أن نفقدك .. لذا فكر ملياً ولا تتهور وتلقي بنفسك الى التهلكة ..
قال محروس :
لا أخفي عليكم بأني خائف كثيرا .. لكني من الداخل أرغب كثيراً بتحقيق حلم أبي ..
فأنا أعتقد أن أبي لو لم يلتقي بأمي لكان قد خاطر بنفسه لأجل الأميرة لأنه قد سعى وحصل على خاتمها الذي يفكّ لعنتها .. وها قد جاء دوري لأتمم ما غامر أبي لأجله ..
لذا دعوني أمضي عسى أن أكون جديراً بالكنز الذي تركه لي والدي .. وادعوا لي يا أخوتي بالتوفيق في مهمتي ..
*📖قصص📙وحكايات📖*
بعد يومين ..
كان محروس يسير وحيدا باتجاه البرج القديم حيث ترقد الأميرة النائمة منذ أكثر من ثلاثين عاماً بطريقة سحرية ..
والسحر نفسه هو من أبقى على نظارتها وجمالها بانتظار الفارس المزعوم الذي يوقظها من رقدتها ..
حمل محروس سيفاً عادياً ودرعاً خشبياً وسار في طريقه تملؤه الثقة ويحدوه الأمل بأنه سيحقق شيئاً من مغامرته تلك ..

بعد عدة أيامٍ من المسير ..
شاهد محروس من بعيد قمة البرج القديم وهو يشمخ وحيداً وسط الغابة المهجورة المظلمة والتي لا يجرؤ البشر ولا الحيوانات بالتواجد فيها بل ولا حتى قربها خوفاً من أنفاس التنين المخيف والذي عرف عنه إطلاق النار الحامية من فكيه ومنخريه ومن جميع رؤوسه التسعة ..

بلغ محروس حدود الغابة ..
نظر إليها مليا ..
وقف يتأمل للحظات ..
هنا .. شعر هو بموجة هواءٍ باردة تلفح وجهة قادمة من جوف الغابة المظلمة ..
فسرت القشعريرة في جلده ..
فكأنها رياح الموت قد أتت لاستقباله ..
لكن محروس جمع رباطة جأشه وخطى داخل الغابة متوكلاً على الله تعالى ..

وبعد ساعاتٍ من المسير بمفرده ..
شاهد محروس موكباً من الجنود يسيرون بانتظام باتجاه البرج يتقدمهم فارس مدرع يسير على جواده بكل هيبة ووقار ..
تقاطع طريق محروس مع طريق ذلك الموكب فأشار الفارس لأتباعه بالوقوف فتوقفوا ..
ألقى الفارس بنظرةٍ فاحصة الى محروس ثم سأله :
ما الذي أتى بك الى هنا يا فتى ؟؟
فأجاب :
أدعى محروس .. وقد جئت للقضاء على التنين حارس البرج …

~… يتبع بقية الأحداث في الحلقة القادمة~
 
____________Ⓜ___________

📖قصص📙وحكايات📖
*📗ﻫﻞ ﻗﻠﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ* :
ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷ‌ﺣﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻠﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﻟﻢ يڪﻦ ﻟﻪ ڪﻔﻮﺍً ﺍﺣﺪ.

*الحلقة الثانـيـ2⃣ــة*

➖➖➖➖📖➖➖➖➖
الفارس :
ولكن كيف تنوي قتل ذلك المخلوق يا محروس ؟؟
رفع محروس سيفه ودرعه الخشبية ..
هنا .. ضحك الفارس فضحك بعده جنده .. ثم التفت الفارس الى إليه وقال :
أرجو المعذرة يا محروس ولكن .. لا أعتقد أن باستطاعتك قتل حتى قطة بهذه الأسلحة ناهيك عن تنين برؤوسٍ تسعة !!!
عندها .. سحب الفارس سيفه من غمده فإذا هو يسطع ببريقٍ يخطف الأبصار .. وقال :
هذا هو سيفي المصنوع بالكامل من الماس الصقيل .. فالماس هو أصلب المواد المعروفة .. وهو يقطع أي شيئ .. ولا يقطع الماس إلا الماس ..
وقد فشل كل الفرسان قبلنا من جرح التنين ولو بجرح بسيط ..
لأن جسد التنين مغطى بحراشف متينة للغاية لا تخترقها أنصال السيوف ولا أسنّة الرماح والنبال ..
لكن مع هذا السيف فإن فرصتي عظيمة للغاية ..
ثم أخرج الفارس درعه المعدنية اللامعة وقال :
وهذه هي درعي المصنوعة خصيصاً لي من أصلد المعادن المقاومة للحرارة .. فهي ستقاوم حتى أنفاس التنين المستعرة ..
لذا فكما ترى .. فإني قد جئت مستعداً لتلك المواجهة على العكس منك تماماً يا صديقي ..
ومن الأفضل لك أن تتنحى جانباً وتراقب كيف يتصرف أصحاب الخبرة والإختصاص في هذا المجال ..

نظر محروس الى الفارس ثم نظر الى حاله هو فأدرك مقدار الفرق الشاسع بينهما .. فطأطأ برأسه وقال :
أنت محق يا سيدي الفارس .. أعتقد بأني لست مستعداً لمقارعة التنين في الوقت الحالي .. وسأترك لك شرف القضاء عليه ..

وصل الجميع الى البرج ذي الصيت المخيف والمرعب لكل من سمع باسمه ..

كان الضباب يلف المكان ..
وكانت الأشجار السوداء المتفحمة من جراء أنفاس التنين تملئ أطراف الغابة المقابلة للبرج برائحة الدخان الخانقة ..
بينما البرج الحجري نفسه كان محاطاً بخندقٍ عميق يرقد في قاعه أبشع وأكثر المخلوقات رعباً وفظاعة في هذا العالم .. وهو التنين ذو الرؤوس التسعة ..

كان التنين في ذلك الوقت يرقد نائماً في خندقه وهو يصدر أصواتاً تقشعر لها الأبدان ..
لكنه حالما أحس برائحة البشر وهم يقتربون من عرينه حتى مد أحد رؤوسه ونظر إليهم ..
وما إن أبصره الجنود حتى فزعوا منه وبلغت قلوبهم الحناجر فتراجعوا جميعاً رغم بعد المسافة بينهم وبينه ..
لكن الفارس هو الوحيد الذي تقدم بجواده شاهراً سيفه وهاجم التنين ..
بلغ الفارس رأس التنين فضرب رقبته بسيفه الماسي فكانت المفاجأة ..
لقد ارتد السيف الى الخلف ولم يحدث شيئ ابداً للتنين !!!
بل إن التنين مد رأسه والتقم بفكيه سيف الفارس ولاكه بأضراسه فحطمه الى قطع ألماسٍ صغيرة !!!
ذهل الفارس ولم يدرِ ما يفعل ..
لكن التنين لم يمهله حتى نفث عليه من أحد منخريه شعلة صغيرة من اللهب تصدى لها الفارس بدرعه الواقية فكانت المفاجأة الأخرى !!!
لقد ذابت الدرع بسرعة أمام حرارة الشعلة تماماً كما تذوب الزبدة إذا وضعت عليها جمرة !!!
تعاظم ذهول الفارس فالتفّ بجواده محاولاً الهروب لكن رأس التنين ذاك عاجله بقضمة خاطفة فشاله بأنيابه هو وحصانه عن الأرض ثم بصقهما جثتين على الأرض …
ما إن رأى محروس والجنود ذلك .. حتى ولّوا مذعورين .. ولم يتوقفوا عن الركض حتى أسقطهم الإعياء وأنهكهم التعب ..

كانت يدا محروس ترتعشان وهو يفكر بمصيره فيما لو كان هو مكان ذلك الفارس ..
رفع محروس بغضب درعه الخشبية ثم ألقى بها على الأرض فتحطمت ..
كما رفع سيفه وضرب به إحدى الأشجار .. وأخذ يضرب ويضرب بعصبية في محاولةٍ منه للتنفيس عن غضبه .. حتى ثثلّم السيف وأصبح بلا فائدة ..

بعد ذلك ..
جلس محروس والتقط أنفاسه ..
نظر الى موكب الجنود وهم ينصرفون الى بلادهم تاركينه وحيداً في تلك الغابة الملعونة ..
فأخذ محروس يتسائل في نفسه :
أنه كيف كدتُ ألقي بنفسي الى التهلكة ؟؟
يا لي من متهورٍ عديم المسؤولية والفائدة ..
فلقد قضى التنين على ذلك الفارس المدرّب جيداً والمدجج بالسلاح بلمح البصر !!!
كل ذلك تم والتنين لم يُظهر سوى رأساً واحدة ..
فكيف إذا برز لي برؤوسه التسعة جميعا ؟؟؟ إنه مخلوق لا يقهر أبداً أبدا ..
طرد محروس من رأسه فكرته الغبية في القضاء على التنين وقرر العودة الى بيته ..

وبعد خروجه من الغابة حيا .. تقابل محروس وجهاً لوجه مع شيخ كبير في السن كان يعرف أبو محروس ..
فرحب به الشيخ وسأله عن والده ..
فلما أخبره محروس عن وفاة أبيه .. تأثر الشيخ وترحم له .. ثم جرهما الحديث الى سبب دخول محروس للغابة المظلمة وما جرى فيها ..
وما إن علم الشيخ بحيازة محروس لخاتم الأميرة حتى طلب منه رؤيته ..
فلما رآه قال :
هل رأيت تلك النقوش في الحلقة الداخلية للخاتم ؟؟
محروس :
بلى قد رأيتها ولا أعلم ما تعني ..
هنا التفت الشيخ الى محروس وقال وقد لمعت عيناه من الحماسة :
محروووس !!!! إن طريقة قتل التنين كانت بين يديك طوال تلك المدة دون أن تعلم ..
دهش محروس وقال :
وهل يمكن حقاً لذلك الشيئ أن يموت ؟؟

~…يتبع بقية الأحداث في الحلقة القادمة~

*📔قصة عابرة…*
شخص سقط حذاءه الأيمن وهو يركب الحافله وهي تمشي .. فرمى الثانيه وقال : لعل فقير يرآها ويستفيد منها !
*♨( نفوس راقية )♨*

*الحلقة الثالثــ3⃣ــة*

( محروس والتنين ذو التسعة رؤوس )
➖➖➖➖📖➖➖➖➖
التفت الشيخ الى محروس وقال وقد لمعت عيناه من الحماسة :
محروووس !!!
إن طريقة قتل التنين كانت بين يديك طوال تلك المدة دون أن تعلم ..

دهش محروس وقال :
وهل يمكن حقاً لذلك الشيئ أن يموت ؟؟
قال الشيخ :
بلى .. لمَ لا ؟؟ .. إسمعني جيدا ..
بعد أن وضعت الساحرة لعنتها على الأميرة البريئة بسبب حقدها على والدها ، قامت بحبسها في ذلك البرج الذي يحتوي على باب خفي يؤدي الى غرفة الأميرة في أعلى البرج .. ولا يظهر ذلك الباب للعيان إلا بعد قطع ألسن جميع رؤوس التنين التسعة ..
علماً إن ذلك التنين الهائل ، والذي يمثل الشر المحض ، كانت الساحرة قد استدعته باستعمال تعاويذها السحرية لحراسة البرج ..
وباستدعائها للتنين .. فأن الساحرة قد أخلت بموازين القوى في هذا العالم .. وهذا ما أغضب مجلس السحرة الذي تنتمي له الساحرة ..
لذا قرر أعضاء المجلس إما قتل الساحرة لأنها خرقت قوانينهم وإما إجبارها على وضع صيغة للقضاء على ذلك التنين ..
آنذاك .. قررت الساحرة الخيار الثاني ..
فعمدت الى صياغة ذلك الخاتم الذهبي ونقشت عليه سر القضاء على التنين ذو التسعة رؤوس .. وهذا السر يتضمن شقّين .. وكلا الشقين منقوشان هنا في هذا الخاتم الذي تحمله يا محروس ..
ثم قامت الساحرة بعد ذلك بإخفاء الخاتم في مكانٍ ما على هذه الأرض .. لكن والدك تمكن من إيجاده كما علمتَ ..

استغرب محروس ما سمعه فقال :
وكيف تعلم بكل ذلك يا عماه ؟؟

أجاب الشيخ :
عندما كان أبوك يبحث عن الكنوز ، كنت أبحث أنا عن العلوم الغريبة وأسرار تلك الكنوز .. وقد قطعتُ شوطاً كبيراً فيما أصبو إليه .. وعلمتُ من الأسرار ما احتفظتُ به لنفسي ..
وهذا الخاتم هو أحد تلك الأسرار ..
لقد أراني أبوك رحمه الله هذا الخاتم قبل عدة سنوات .. لكني لم أتمكن من قراءة تلك النقوش في ذلك الوقت لأن الساحرة كانت قد كتبتها بلغة إحدى قبائل الجن النادرة حتى تصعب مأمورية القضاء على تنينها العزيز فيما لو عثر أحدهم على الخاتم ..
وها أنا الآن قد عدتُ بعد أن تعلمتُ تلك اللغة .. وإن ترجمة النقوش هو كالآتي *( مغارة جزيرة الصولجان وبئر دير العميان ) ..*
ومن حسن حظك يا محروس أني وجدتك قبل أن تفكر بالتهور مرة أخرى وتجابه ذلك التنين العنيد ..

إنذهل محروس مما سمع فقال :
ولكن يا عم .. ماذا تعني تلك الترجمة التي قرأتها ؟؟

قال الشيخ :
ببساطة إن سر القضاء على التنين يمكن في هذين الموقعين ..
أما ما هي الطريقة ؟؟ فعليك أن تكتشف ذلك بنفسك ..

بعد يومين ..
كان محروس يستقل إحدى السفن باتجاه المحيط الواسع وقد عاد الأمل يحدوه من جديد في القضاء على التنين وتحرير الأميرة ..

وبعد عدة أيام في البحر .. سأل محروس البحارة عن جزيرة الصولجان .. ومتى سيصلون إليها ؟؟
فأخبروه أن السفن قد توقفت عن المرور بتلك الجزيرة منذ عقود بسبب ظهور التنانين عليها وتهديدها للخط الملاحي في تلك المنطقة ..

ولما أبلغهم محروس بضرورة وصوله لتلك الجزيرة ، إقترح عليه الربان أن يشتري أحد القوارب من سفينته ويملئه بالمؤونة وأن ينطلق بمفرده لتلك الجزيرة حالما يصلون الى أقرب نقطة منها ،
فوافق محروس ..
وهكذا انطلق بقاربه نحو الجزيرة وبعد يومين من التجديف في البحر ، وصل محروس أخيراً الى الجزيرة المستهدفة ..
فسار في أرجائها بلهفة لكن بحذر فقد أنذره البحارة من سطوة التنانين في تلك المنطقة ..

لكنه اكتشف أن الجزيرة مهجورة ولا وجود للتنانين فيها ..
وقد بقي المكان الوحيد الذي لم يفتشه هي مغارة الجزيرة تلك المغارة التي جاء لأجلها ..

وصل محروس للمغارة فدهش لاتساع حجم فوهتها ..
فدخلها بحذر وترقب ..
وسار بداخلها طويلاً حتى أظلمت المغارة تماما فاضطر حينها أن يشعل ناراً ويحمل مشعلاً في يده ..
لكنه ما إن فعل ذلك والتفت الى الخلف حتى فوجئ بعينين هائلتين تحدقان به !!!

صاح محروس من الرعب وتقهقر الى الخلف حتى سقط على الارض ..
لقد كان تنيناً هائلاً ذو رأس واحدة من كان يحدق به
لكن ذلك التنين كان ساكناً على غير العادة !!!

حمل محروس مشعله وتفحص التنين فإذا به يكتشف أنه ميت منذ فترة طويلة جداً والدليل على ذلك هو أن نصفه السفلي كان مأكولا !! وأن عظامه كانت بارزة ..

محروس استنتج أنه لابد وقد وقعت مشاجرة بينه وبين أحد التنانين الأكبر منه حجماً أدت الى مصرعه في هذه المغارة

لكن الشيئ المحير هو عيناه اللتان بقيتا جاحظتين طوال كل تلك المدة ..
نظر محروس الى تلك العينين وقال :
هذه أول مرة أرى تنيناً من هذا القرب
وربما هذه أول مرة يعثر بشري على جثة تنين لأننا نعتقد أن التنانين مخلوقات خالدة لا تموت أبدا وهذا ما يجعل جثة هذا التنين سراً من الأسرار الى درجة أنه ينقش على بطانة خاتمٍ عجيب ..

أمضى محروس عدة أيام على جزيرة الصولجان يغدو ويروح الى المغارة دون فائدة
فكاد أن يجن جنونه لأنه لم يهتدي بعد الى سر القضاء على التنين ذو الرؤوس التسعة ..

شهر محروس سيفه بانزعاج ونظر الى التنين ثم ضربه بقوه فانكسر سيفه على حراشف المخلوق الميت ..

حينها أخذ يصرخ وصدى صراخه يتردد في أرجاء المغارة :
كيف هو السبيل لقتل التنين ؟؟ كيف ؟؟

قام محروس برشق التنين بما تطاله يداه من حجارة ثم شاهد أحد أنياب التنين ساقط على الارض فحمله بيأس واندفع نحو جثة التنين وطعنه به وهنا كانت المفاجأة التي صعقت محروس !!!!

لقد اخترق الناب حراشف التنين بسهولة محدثاً فجوة في جثته !!!

تطلع الفتى الى ذلك الناب بانبهار عظيم ثم عاود تكرار التجربة مرةً بعد أخرى ..
وفي كل مرة ينجح في طعن التنين ..

*فجأة ..* تذكر محروس أمراً ما فقال :
لا يقطع الماس إلا الماس .. نعم .. صحيح .. هذا يسري على التنانين أيضا ..

حينها أخذ يضحك كالمجنون بعد أن اكتشف أخيراً سر القضاء على التنين حارس البرج ..

~…يتبع بقية الأحداث في الحلقة القادمة~
 
____________Ⓜ____________
📖قصص📙وحكايات📖

*📕أمران يدفعان البلاء :*
الصدقة
وصلة الرحم .

📖قصص📙وحكايات📖
ـ┓━━━━━M━━━━━┏
*📖»محروس والتنين«📖*

*الحلقة الرابعــ4⃣ـة*

➖➖➖➖📖➖➖➖➖
…أمضى محروس أياماً وبحماسة منقطعة النظير في قلع أنياب التنين ومخالبه وصنع منها أنصالاً لنباله وثلاثة رماح ..

كما قام باستخراج أحد عظام التنين ونحته باستعمال تلك الأنياب حتى صنع منه سيفاُ حاداً طويلا ..
محروس قام بعد ذلك وباستخدام ذلك السيف بسلخ قطعة من حراشف التنين وصنعها على هيئة درعٍ دائرية ثم قرر أن يختبر متانة درعه الجديدة ..

فإتجه الى أقصى الجزيرة حيث تتدفق الحمم من باطن الصخور ..
مرر محروس الدرع بحذر الى أسفل الحمم فشاهدها تنزاح الى جانبي الدرع دون أدنى تأثير على متانته ..

سر محروس غاية السرور فحمل ترسانة أسلحته الجديدة على قاربه وانطلق يبحر في امواج البحر مجدداً نحو وجهته التالية *(دير العميان) ..*
وقد سمي الدير بهذا الإسم لكون أغلب الرهبان الذين يتعبدون فيه هم من فاقدي البصر ..
📖قصص📙وحكايات📖

بعد عدة أيامٍ أخرى في البحر وصل محروس الى الأرض التي يقع فيها دير العميان
فقام بدفن أسلحته لإخفائها ثم شق طريقه نحو الدير فبلغه بعد ساعات ..

كان الدير قديماً ومنعزلاً في مكانٍ نائي ..
إلتقى محروس بأحد الرهبان من المبصرين وطلب منه ماءا فقاده ذلك الراهب الى خارج الدير حيث توجد بئر ماء ..

وجد محروس أن البئر مليئة بالماء فاستغرب الأمر!
إذ كيف تنطوي هذه البئر على سر القضاء على التنين ؟؟
لكن دهشة محروس قد زالت بعد أن لاحظ أن الحجارة التي رصفت منها البئر هي حجارة جديدة وليست قديمة كما كان يتوقع ..
فالتفت الى الراهب وقال :منذ متى وهذه البئر هنا ؟؟

الراهب :
لقد تم أنشاؤها قبل عامين فقط ..

محروس :
وهل كانت هنا بئر أخرى ؟؟
أشار الراهب الى إحدى الجهات وقال :
البئر القديمة قد تم غلق فوهتها قبل سنوات لأنها فارغة وبلا فائدة ..

شكر محروس الراهب وانطلق الى حيث أشار له فعثر على البئر المنشودة وقد ردمت فوهتها بقطع الصخور ..
قام محروس بمفرده بنقل الصخور حتى كشف فوهة البئر ..

تطلّع الى داخل البئر الخالية المظلمة فخمن أنها عميقة جدا .. ثم ربط حبلاً بنخلة قريبة وحمل فانوساً وقرر النزول فيها ..

وهنا .. اقترب منه راهب عجوز أعمى وقال :
ستضيع إن ولجتَ للداخل ياهذا ..

قال محروس :
آسف إن كنتُ قد أزلتُ الصخور سأعيد كل شيئ الى مكانه بعد أن أنتهي ..

الراهب :
وماذا لو لم تخرج أبدا ..
محروس :
لماذا تستمر بقول ذلك ؟؟

اقترب منه الراهب وقال :منذ ثلاثون عاماً .. قبل أن أفقد بصري جائت ساحرة كبيرة الى هذا المكان وبرفقتها عفريت أسود كظلام الليل وأمرته أن يلج في هذه البئر المهجورة ففعل ..

ومنذ ذلك الوقت والعفريت يقطن في ظلام تلك البئر وكأنه يحرس شيئاً ما .. وكل من غامر ونزل فيها تاه في ظلامها ولم يخرج أبدا ..
لذا لم يجرؤ أحد بعد ذلك لاكتشاف ما أخفت الساحرة فيها حتى جئت أنت الآن ..

أبدى محروس توتره لما سمع لكنه قال :
أنا لازلتُ مصمم على النزول أيها الراهب العجوز لا أعرف كيف أصفُ لك الأمر .. لكن هناك شعور بداخلي يخبرنني أنني سأنجح في مسعاي ..
فقط تمنى لي التوفيق أيها العجوز ..

ابتسم الراهب وقال :
حظاً طيباً يا بني ..

نزل محروس حاملاً فانوسه حتى نهاية الحبل
فاكتشف ان الحبل قد انتهى والأرض لم تظهر بعد !!!
فتفاجئ من مدى عمق البئر ..
فاحتار في أمره ولم يدرِ مايصنع رغم أنه أبصر أخيراً الأرض وهي على بعد عدة أمتارٍ تحت قدميه ..

وبينما هو كذلك .. وإذا به يسمع صوت مخيف ينبعث من جوف الظلام يخاطبه قائلا :
من ذا الذي اقتحم ملاذي وأزعج رقادي ؟؟

تملك محروس الخوف ففضل الصمت والهدوء ..

وهنا .. لمح شبح مخلوقٍ ما يسير على الأرض أسفل قدميه تلا ذلك إن طار المخلوق فجأة نحو الأعلى وخطف من أمام محروس قاطعاً الحبل من فوقه
فهوى محروس على الأرض صارخاً لكنه نهض بسرعة رافعاً فانوسه ليتأكد من موقعه بالضبط ..
فاكتشف بأن قاع البئر عبارة عن تجويف كبير تحت الأرض لكنه خالٍ من الماء .. إضافة الى وجود عدد من الهياكل البشرية هنا وهناك ..

شرع ذلك الكيان الذي هاجم محروس بإطلاق زمجرة مخيفة أخذ صداها يتردد في أرجاء جوف الأرض ..
فصاح محروس :
من أنت ؟؟ تكلم ؟؟

أجاب ذلك الشيئ :
أنا عفريت وأدعى حنظلة .. وأنت من تكون يا هذا ؟؟

أجاب الفتى :
أنا بشري وأدعى محروس ..

هنا ظهر العفريت بجسده الأسود الضخم وملامحه الصارمة وقال :أنت إما شجاع جداً يا محروس حتى تنزل الى مصرعك هنا وإما أنك غبي جداً .. فأيهما أنت ؟؟

قال محروس :
لقد جئتُ من أجل السر الذي خبئته الساحرة هنا معك والذي من عرفه فسيتمكن من قتل التنين ذو الرؤوس التسعة ..

اندهش حنظلة فقال :
وكيف تعلم هذا ؟؟ أعني من أين علمت أني أحتفظ بذلك السر الخطير ؟؟
كل من جاء الى هنا كان يجهل بأمر السر ..

آنذاك .. أخرج محروس خاتمه وقال :
النقش على هذا الخاتم هو الذي دلني عليك ..
وما إن رأى حنظلة الخاتم حتى جثا على ركبتيه ورفع ذراعيه الى محروس وكأنه يتوسل إليه وقال :
أرجوك أيها البشري حامل الخاتم أن تقرأ النقش المحفور على هذا الخاتم .. أتوسل إليك ..

استغرب محروس تصرف العفريت فقال :
ولمَ قد أفعل ذلك ؟؟

أجاب حنظلة :
ما إن تقرأ النقش حتى أتحرر من حبسي هنا في هذا البئر المستمر منذ ثلاثون عاماً من قبل الساحرة الكبرى ..

محروس :
سأفعل ذلك مقابل السر المستودع لديك ..

هنا قام حنظلة بخلع حذائه وقدمه لمحروس قائلا :
السر في هذا الحذاء .. والآن أقرأ النقش بسرعة أرجوك قبل أن يفوت الأوان ..

رفع محروس الخاتم ونطق بالجملة التي قالها الشيخ كما سمعها منه تماما ..

إلتفت حنظلة حواليه وقال :
لم يحدث شيئ .. هل أنت واثقٌ من أنك قد قرأت النقش بشكلٍ صحيح ؟؟

محروس :
بالطبع هكذا ترجمها الشيخ ..

صاح حنظلة برعب :
أتعني أنك لا تعرف لغة النقش ؟؟

أجاب :
كلا للأسف .. لا أعرف ..

هنا توهج العفريت من الغضب فأمسك برأسه ونظر الى محروس ثم انقض عليه وهو يزعق يريد قتله …

لكن في تلك الأثناء …
امتدت صاعقة هائلة من السماء الى داخل البئر لتصيب العفريت .. فانتحب الأخير قائلا :
لاااااااا .. سامحوني لأني كشفت السر .. اغفروا لي لأني أفشيت بالسر ..
لكن الصواعق استمرت بضرب العفريت ولم تتركه حتى تشظّى الى غبارٍ أسود ..

محروس تسمر في مكانه مشدوهاً وهو يحاول أن يجد تفسيراً لما جرى أمامه الآن ..
بعد ذلك أخذ حذاء العفريت وارتداه
كان الحذاء من الجلد السميك وذو رقبة طويلة ..

سار محروس بالحذاء وهو ينتظر أن يحدث أمر ما لكن شيئاً لم يحدث ..

فوقف أسفل فوهة البئر وتطلع الى السماء وهو يفكر بكيفية الخروج من هنا خصوصاً بعد انقطاع الحبل الذي لا يملك غيره ..

هنا تمنى محروس أنه لو كان باستطاعته الطيران لانطلق مندفعاً نحو فوهة البئر ..

*فجأة !!!* وفي تلك اللحظة بالذات ظهر وبطريقة سحرية زوج من الأجنحة الصغيرة لكل فردة من الحذاء !!!! اندفع على إثرها محروس المذهول طائراً نحو الأعلى بسرعة حتى خرج من البئر وحط على الأرض بسلامٍ تماماً كما تمنّى …

~…يتبع بقية الأحداث في الحلقة القادمة~
 📖قصص📙وحكايات📖
___________Ⓜ___________

📖قصص📙وحكايات📖

*📘فكرة صدقة:*
إذا بقى ماء بقارورتك اسقى اي زرع قـٓـدآآآمك وإنويها عن المتوفي أبسط شيء .
📖قصص📙وحكايات📖
ـ┓━━━━━M━━━━━┏
*📖»محروس والتنين«📖*

*الحلقة الخامســ5⃣ــة*

➖➖➖➖📖➖➖➖➖
…كان الراهب الأعمى ما يزال جاثماً قرب البئر ..
فلما أحس بخروج أحدهم منها حتى نهض من فوره وصاح : أهذا أنت يا فتى ؟؟
هل خرجت حياً من البئر ؟؟

أجاب محروس بسرور :
نعم أيها العجوز وقد كشفت السر الذي أخفته الساحرة هنا ..

الراهب :
إذن أخبرني بالله عليك فأنا هنا منذ ثلاثون عاماً بانتظار أن يخبرني أحدهم بذلك السر ..

قال محروس – إنه *الحذاء المجنح*
قال محروس ذلك ثم طار بحذائه العجيب تاركاً الراهب يضحك مع نفسه بعد أن عرف بالسر أخيرا ..

إتجه محروس الى حيث أخفى اسلحته فوصل في غضون دقائق معدودة .. فحملهن وطار عائداً قاصداً الغابة المظلمة ..

شاهد محروس من الأعلى الشيخ صديق والده وقد خيم قرب حدود الغابة فهبط إليه ..
حالما شاهد الشيخ محروساً وهو يهبط بقربه بتلك الطريقة حتى فزِع وسقط الى الخلف ..

فضحك محروس ومد يده إليه معتذراً وساعده على النهوض ..
ثم أخبره بكل ما جرى معه في الجزيرة والبئر ..
فقال الشيخ :
لابد أن مجلس السحرة هو من عاقب العفريت لإفشائه السر ..

محروس :
ها قد أصبحتُ جاهزاً يا شيخ لمواجهة التنين ..

الشيخ :
لا تتسرع يا ولدي ولا تدع الزهو يسيطر على أفعالك فحتى لو كشفت سر التنين فالمهمة ليست بالسهلة وتحتاج الى خطة لمقاتلته ..

محروس :
تقول خطة ؟؟؟
الشيخ :
نعم .. فالتنين مخلوق ذكي جداً وهو معروف بالحكمة والصبر .. يعيش الآلاف السنين ولم يسبق لي أن سمعت أن بشرياً قتل تنينا ..

وكلما عرفتَ أكثر عن هذا التنين .. كلما استطعتَ نسج خطة محكمة للقضاء عليه ..

بعد أن تداول الإثنان بعض المعلومات التي جمعاها معاً عن التنين ذو التسعة رؤوس ، إستطاعا في النهاية الخروج بخطة مثالية لهزيمته شرعا بتطبيقها في الحال ..

في البداية .. وزع محروس أسلحته في مناطق مختلفة من ساحة المعركة ليلجأ إليها عند الحاجة ..

ثم قام باستئجار عدد من الجِرار الفخارية الضخمة وملئها جميعاً بعصير العنب ..
ثم عمد الى وضع نباتٍ مخدر لا رائحة له في كل جرة ، وقام بإحكام غلق الجرار جميعا ..
بعدها ..
حمل الجرار كلها بواسطة العربات الى حيث برج التنين ..
لكن على مسافة بعيدة عنه نسبياً حتى لا يكشف التنين أمره ..

قضى محروس الليل كله في نقل الجرار الثقيلة بمفرده لأن الحمالون الذين استأجر منهم الجرار والعربات لا يجرأون على الدخول معه الى الغابة المظلمة ..

فلما حل الفجر عمد الى الجرار فنزع عنها أغطيتها ففاحت رائحتها وانتشرت بسرعة في الأجواء ..

كان العنب هو الفاكهة المفضلة لهذا التنين ..
وكان محروس واثقاً من أن رائحة عصير العنب ستجذب التنين ذو الرؤوس التسعة
لذا قام بتجهيز تسعة جرار جرة لكل رأس ..

أما النبات المخدر فهو نبات يؤثر على الأعصاب ويفقد من يتناوله التركيز ..

محروس يعلم جيداً أن مخلوقاً بهذا الحجم سيكون من الصعب جداً تخديره وإفقاده وعيه لذا كان عليه إيجاد نوعٍ آخر من المخدر ..
نوع ليس بالضرورة أن يؤدي الى إفقاد الوعي بل الى التلاعب بالحواس والتركيز
وهذا ما فعله محروس ..

في تلك الأثناء ..
تغلغلت رائحة العنب الى مشام التنين العملاق .. فمد أحد رؤوسه من الخندق ليستطلع الأمر .. ثم مد الثاني .. فالثالث ..
وهكذا حتى أخرج رؤوسه التسعة يتطلع بهن الى مصدر الرائحة الشهية ..

وهنا … ولأول مرة ..
خرج التنين من خندقه وأخذ يسير على أطرافه الأربعة حتى وصل الى الجرار التسعة ..

فتطلع إليهن ثم أخذ ينظر برؤوسه في جميع الجهات وكأنه كان يشك بالأمر لكن في النهاية تغلبت شهيته على حذره فمد رؤوسه التسعة وأخذ يرتشف العصير من الجرار بنهم حتى أتى عليهن جميعا ..

محروس كان يراقب العملية من بعيد فاستنتج من خلال ذلك أن التنين يتصرف كما لو أن له عقلٌ واحد ..

فجميع الرؤوس انجذبت للرائحة فتصرف الجسد وفقاً لذلك ..
وجميعها خالطها الحذر قبل أن تشرب ثم شربت في وقتٍ واحد ولم تتخلف بعض الرؤوس للحراسة مثلاً وهذا ما يؤكد نظريته التي سيسخّرها لصالحه كنطقة ضعف على التنين ..

وبينما كان محروس يراقب الوضع إذ اقترب من ناحيته فارس على جواده يتبعه رتلٌ من الجنود ..
الفارس قدم نفسه لمحروس قائلا :
أنا الفارس رستم .. وقد قدمتُ كي أقضي على ذلك التنين
فأنا أملك درعاً وسيفاً صنعهما لي أمهر السحرة في العالم لذا ليس لهذا التنين فرصةٌ أمامي ..

قام محروس من جانبه بتقديم نفسه .. وأخبره أن لديه خطة للقضاء على التنين وتحرير الأميرة ..

هنا فكر رستم باستغلال محروس الساذج الطيب الذي لا يفكر سوى بإنقاذ الأميرة بصرف النظر عن الزواج بها .. فأخبره أنه مستعد لمساعدته في خطته …

~…يتبع بقية الأحداث في الحلقة القادمة~
 
📖قصص📙وحكايات📖
____________Ⓜ____________

*📕لاتسئل*
لا تسأل من في وجهه ندبة أو علامة : عن سببها ! فالوجه موضع العزة ، ولا علم لديك عن كونه مازال ، يحاول إخفاؤها ولكن دون جدوى.

📖قصص📙وحكايات📖
ـ┓━━━━━M━━━━━┏
*📖»محروس والتنين«📖*

*Ⓜالحلقة السادسـ6⃣ـة والأخيــرةⓂ*

➖➖➖➖📖➖➖➖➖

وهكذا انطلق الإثنان للأمام فيما بقي الجنود يراقبون من مكانهم تطور الأوضاع ..

قال رستم لمحروس :
أين فرسك ؟
أجاب محروس:
لست بحاجة لها فلدي ما هو أفضل
لدي هذا الحذاء الذي أرتديه الآن ..

رستم :
إن لم يكن حذاءاً عجيباً فلن ينفعك في شيئ ..

ضحك الإثنان وهما يواصلان طريقهما حتى بلغا التنين الذي بان لهما أخيراً من خلال ضباب الفجر الكثيف .. وحالما شاهده رستم حتى فزع وكاد يسقط من جواده وقال :
يا إلهي .. ما الذي أخرجه من خندقه ؟؟

محروس :
إن استدراجه من مخدعه هو جزء من الخطة .. فاهدأ وراقب ما سأفعل ..

بدأ تأثير المخدر العصبي يأخذ مفعوله .. فأخذت رؤوس التنين تتخبط فيما بينها وتتشاجر مع بعضها بمجرد احتكاك أحد الرؤوس مع الآخر ..
ثم مالت الرؤوس على الجرار فحطمتها بشراسة وأخذت تطلق زعيق متواصل يكاد يصم الآذان وكأنها قد اكتشفت الخدعة وباتت تطالب بالثأر والإنتقام ..

هنا سقط رستم من حصانه وهرب حتى اختبئ في أحد الجحور كالجرذان تماما ..

أما محروس .. فقد استجمع رباطة جأشه واتجه الى عمودين كان قد ثبتهما على الأرض وشد بينهما وتراً مطاطياً تماماً كالقوس لكن بحجمٍ أكبر ..
ثم أخذ رمحاً ووضعه على الوتر وشده بقوة ووجهه نحو أحد الرؤوس
فناداه رستم من جحره قائلا :
ماذا ستفعل يا مجنون ؟؟ ستتسبب بهلاكنا جميعا .. ألا تعلم أنه لا سلاح يؤثر على التنين .. باستثناء سيفي ربما ..

لكن محروس لم يصغي إليه وأطلق رمحه .. فانطلق الرمح يشق الضباب حتى اخترق جمجمة أحد الرؤوس !!!!
أخذ ذلك الرأس يضج ويتلوى حتى سقط أخيراً على الأرض بلا حراك ..
لقد مات الرأس !!!
تمكن بشريٌ ما أخيراً وبعد الكثير من المحاولات الفاشلة من قتل أحد الرؤوس التسعة لذلك التنين العظيم ..

حتى ان رستم قد ذهل وهو في مكانه لكن ذلك لم يشجعه للخروج من جحره ..

إقتربت بقية الرؤوس ببطئ من الرأس الميت وأخذت تقلّبه بفكوكها .. فلما تأكدت من موته .. إلتفتت جميعاً نحو محروس ومدت أعناقها نحوه فتراجع هو الى الخلف بخطوات حذرة ..

حتى أن رستم قد قال :
ها قد مات الفتى الشجاع ..

آنذاك .. شنت الرؤوس هجومها بسرعة خاطفة نحو محروس وهي فاغرة بفكوكها تريد ان تكتسحه .. وفي تلك اللحظة بالذات ضرب محروس فردتي حذائه ببعضهما البعض فانبثقت من اطرافها الأجنحة السحرية .. تلاها أن انطلق الفتى كالسهم نحو الأعلى فنجى في اللحظة الأخيرة من اكتساح التنين ..

طار محروس نحو أحدى الأشجار التي علق فيها أحد رماحه فحمله وصوبه نحو التنين ..

رفع التنين رؤوسه وهو يبحث عن محروس .. فلمحه إحداها قرب الشجرة ففتح فكيه ليزعق وينبه الآخرين فعاجله محروس برمحه فأدخله بين فكيه فأسقطه صريعاً كذلك وقال :
إن التفكير برأسٍ واحدة لهو أمر متعب فكيف بتسعة رؤوس ..😄
إن ذلك لجدير بأن يشتت البال ويُفقد التركيز ..

حمل محروس درعه وسيفه فلمحه أحد الرؤوس فنفث عليه اللهب من فكيه فتلقاه محروس بدرعه واستمر بصد اللهب حتى كف الرأس عن الإطلاق ..
لكن ذلك الرأس فوجئ بمحروس وهو ينقض عليه طائراً حتى ضربه بسيفه العظمي فحز عنقه ..
استشاطت الرؤوس المتبقية فهاجمت محروساً فطار الأخير وأخذ يراوغ فيما بينها حتى تشابكت أعناقها وأصبحت مربوطة كالعقدة ..

هبط محروس على أحد الرقاب فانقض عليه رأس آخر يبغي عضه فطار الفتى في اللحظة المناسبة فكان إن عض الرأس رقبة الآخر فرد هذا له العضة بأشد منها ..
واستمرا بالعض حتى هلك كلاهما ..

ثم عمد محروس الى قوسه ونشابه وكان قد خبئهما خلف صخرة ، واستغل تشابك رؤوس التنين وعدم قدرتها على المناورة فأمطرها بجميع سهامه حتى قضى على اثنين منها ..

ثم طار أسفل عنق إحداها ورفع سيفه فشق بلعومه ..
لم يتبقى سوى رأسٍ واحد وهو أكبر الرؤوس ويقع في منتصف الجسد تماما .. تشمخ من قمة رأسه قرون السلطة ..

وقف محروس في السماء ثابتاً في مكانه بفضل حذائه العجيب وأخذ يلتقط أنفاسه ويستعد للإجهاز على التنين ..
📖قصص📙وحكايات📖

*لكن*
لكن هنا حدث أمر لم يكن في الحسبان ..
إذ مد التنين جناحيه العظيمين حتى كأنه غطى بهما المشرق والمغرب .. ثم أخذ يرفرف بهما الى درجة أنه قد عصف بالغابة الظلماء وقلع الأشجار القريبة وأزاح ما تبقى من ضبابٍ في الأجواء ..
ثم طار كالبرق الخاطف متجهاً نحو محروس الذي أرعبه طيران التنين فهرب منه متخذاً من السحب غطاءاً له ..
لكن عصف أجنحة التنين كان يبدد حتى الغيوم ويكشف محروساً للعيان ..

هنا أخذ التنين يقذفُ بشعلاتٍ ناريةٍ سريعة نحو محروس الذي خشي أن تصيبه إحداها فتحيله الى رمادٍ ويفشل مسعاه ..
آنذاك .. قرر مواجهة التنين وجهاً لوجه ..

فالتفت إليه ثم طار نحوه صارخاً وهو يضع درعه مقابل وجهه .. فتمكن من صد جميع قذائف التنين الملتهبة .. فلما أصبح منه على مرمى حجر .. قذف محروس نحوه بدرعه فتلقفه التنين بفكيه ولاكه بأنيابه ..
لكن محروساً كان قد قفز على رقبة التنين ثم هوى بسيفه فقطع رأس التنين الأخير ..
فكف الجسد عن التحليق وهوى عن علوٍ شاهقٍ الى الأرض ..
فلما بلغها ارتطم بها وزلزلها بزلزالٍ عنيف إمتد تأثيره الى بضعة أميال ..

سر محروس غاية السرور بنصره العظيم ..
ثم قام بعدها بقطع ألسنة الرؤوس التسعة وجمعها في كيس ..
فكان إن ظهر بابٌ مخفي في جدار البرج ..
حالما شاهده رستم حتى خرج من مخبأه وركض نحوه ففتحه وولج الى الداخل ..
فشاهد سلالم حلزونية تقود الى الأعلى حيث غرفة الأميرة ..

ارتقى رستم السلالم وتبعه جنوده ومحروس من خلفهم ..

فلما بلغوا الغرفة المنشودة ، فتحها رستم فشعر بهيبة السحر وسطوته تطغى على المكان .. ثم وصل الباقون .. وكلهم شاهدوا بأم أعينهم الأميرة النائمة وهي تستلقي على سريرها وكأنها قد نامت لتوها ..

رستم حاول أن يسرق نصر محروس فإلتفت إلى جنوده

وقال :
أنا الذي قتلت التنين .. لذا أنا الأحقّ بتقبيل الأميرة وإيقاظها ..

تقدم منه محروس وقال :
لا تكذب .. لقد اختبأتَ كالدجاجة ولم تساعدني حتى ثم انظروا إليه .. ليس على ثيابه أو على سيفه ولا قطرة دم واحدة من دماء التنين مثلي فكيف قتله ؟؟

صاح رستم :
وهل لديك انت دليل على ذبحك للتنين ؟؟

– بالطبع لدي ..
قال محروس ذلك وهو يفتح أمامهم الكيس الذي يحوي على ألسن الرؤوس التسعة ..

لم يكن الجميع بحاجة الى دليل .. فكلهم قد شاهدوا البطل محروس عندما أجهز على التنين وهو في الجو ..
لكنهم صدموا من دجل وخداع فارسهم رستم الذي اقترب من الأميرة وقال بعصبية مفرطة :
فليكن ما يكون .. سأقبّل الأميرة وستكون لي أنا وحدي ..

صاح عليه محروس :
تمهل يا هذا فأنت تحتاج أولاً الى خاتم الذهب قبل ذلك ..

لكن رستم لم يصغِ إليه بل سارع الى تقبيل الأميرة ..
وما إن فعل ذلك حتى رفع راسه بقوة وأمسك رقبته وكأنه يطلب الهواء .. ثم تيبس جلده بسرعة رهيبة وتساقط شعر راسه وجحظت عيناه حتى غارتا داخل محجريه تلاها إن سقط على الأرض هيكلاً عظميا ..

آنذاك .. تقدم محروس وهو يجر أنفاسه بقلق وتوتر بعد المشهد الذي رآه أمامه للتو ..

لكنه ما إن اقترب من الأميرة ونظر إليها ..
حتى سحره جمالها الباهر فزال قلقه وداخله الأمل والإرتياح ..

أخرج الخاتم ..
تمعن فيه قليلا ..
ثم ألبسها إياه ..
وبعد ذلك قبّلها ..

*فكانت المفاجأة المتوقعة*
لقد فتحت الأميرة عينيها ..
نظرت الى محروس مباشرةً ..
لم تنظر إلى غيره رغم ازدحام الغرفة ..

كانت تعرف من كل قلبها إنه هو منقذها ..
إبتسمت له ..
ثم مدت له يدها ..
فأمسكها ..
وسار معها الى خارج البرج ..
ثم حملها وطار بها الى مملكتها التي غابت عنها منذ أكثر من ثلاثين سنة ..
📖قصص📙وحكايات📖
*وهناك ..*
قابلت والديها اللذين لم يفقدا الأمل يوماً في رؤية ابنتهما مجدداً رغم تقدمهما في العمر ..

فعادت الأفراح والمسرات الى ربوع المملكة بعد أن هجرتها منذ غياب الأميرة ..

تلك الأميرة التي تزوجت بعد ذلك بمنقذها محروس ، قاتل التنين ذو التسعة رؤوس ..

وهكذا .. نجح محروس فيما سعى إليه وتمناه ..
وبالعزيمة والإصرار ، أفلح في تحقيق مسعاه ..

*┈┅•٭ إنــتــهــت ٭•┅┈*
 

📖قصص📙وحكايات📖

____________Ⓜ_____________

*📔قصة عابرة…*
اشترى فقير ثلاث برتقالات
قطع الأولى وجدها متعفنه رماها
قطع الثانيه وجدها متعفنه رماها
اطفئ النور فقطع الثالثه واكلها.
*♨( أحيانا نتجاهل لكي نعيش )♨*