قصة حقيقية - شبكة صحتك

قصة حقيقية

جوجل بلس

قصة حقيقة

 

إقتربت فتاة لم تبلغ العقد الثاني من العمر لاحدي مراكز التجميل لعمل شعرها ، اشارت لها احدي الفتيات العاملات في المركز ان تجلس علي إحدي المقاعد

 

تحبي تعمل ماسك ولا شعرك بس ؟!

 

ممكن الاثنان لو سمحتي

 

التقطت الفتاة برطمان صغير من احدي الارفف التي امامها وبدأت بفرد الكريم علي وجهها ، وقامت اخري بتهذيب اظافرها ، مرت ساعة وانتهت من عملها

 

غادرت الفتاة الي سيارتها ، وتبدوا بشرتها نضرة للغاية وهي تنظر في المراة الامامية

 

انطلقت بالسيارة الي منزلها ، وتبدوا سعيدة جدا ، بعد مرور عدة ايام بدأت تشعر بالارهاق والتعب بلا اي سبب

 

_ ولاء مالك ، شكلك مش عجبني خالص

 

مش عارفه يا ماما ، حاسه اني تعبانه اوي ، ومش قادره اقف علي رجلي

 

_ انا هاتصل بالدكتور علشان يجي يشوفك

 

بلاش يا ماما ، اخد مسكن وابقي كويسه

 

صعدت الي حجرتها والقت بجسدها علي الفراش ، وبدأت تتنفس بصعوبة شديدة وفقدت الوعي

 

شعرت والدتها بالقلق عليها ، واتهجت الي الاعلي لاطمئنان عليه ، طرقت علي باب حجرتها ولكن ابنتها لم تجيب عليها فتحت الباب ، لتجد ابنتها مسجاه علي الفراش ولا تتحرك

 

اسرعت الي الهاتف ، لطلب الاسعاف

 

كان تقرير طبيب الاسعاف اغرب ما يكون ، هبوط في القلب بسبب تقدمها في العمر

 

_ حضرتك بتقول إيه ، بنتي عندها عشرين سنه

 

ذهول الطبيب من عمر الفتاة ، نظرا الي ملامح وجهها التي تدل انها تجاوزت الخمسين بقليل

 

اقتربت منها والدتها ، لترتسم علي ملامح الفزع ، دي مش بنتي ، دي واحده تانيه خالص

 

تحدث الطبيب في نفسه ، دي اكيد مصدومه من الي حصل

 

بدأت المراة بالبكاء بشكل هيستري الي ان فقدت الوعي

 

اتجه الطبيب إليها ليساعدها علي استعادة واعيها

 

_ بنتي الوحيدة ماتت ازاي

 

بحث الطبيب عن هاتفها الخلوي ، وقدمه إليها لتطلب اي شخص تعرفه

 

ولكنها كانت شبه نائمة ، وتتصرف بشكل غريب

 

لم يكن امامي سوي الاتصال بالشرطة

 

اقتربت سيارة من باب المنزل ، ليغادرها رجل تجاوز العقد الرابع من العمر ، ليجد سيارات الشرطة تحيط المكان ويمنعه من الدخول

 

_ حضرتك رايح فين ، ممنوع الدخول

 

ممنوع ادخل بيتي ، انتا اكيد بتهزر

 

اشار له ضباط شرطة من الباب الأمامي ليدعه يدخل

 

كان مذهول مما يحدث

 

ممكن افهم في ايه لو سمحت

 

_ حضرتك عصام الشنواني

 

ايوا انا ، ممكن افهم ابه الي بيحصل بقي

 

_ بنت حضرتك عندها كام سنه

 

ايه السؤال الغريب ده يا حضرت الضابط

 

_ ممكن اجابة سؤالي الاول

 

عشرين حضرتك

 

_ غريبه دى ، مع ان تقرير الطب الشرعي اثبت ان عمرها اكبر من كده بكتير

 

حضرتك ممكن تسالها بنفسك ، ولاء ، ولاء

 

_ انا اسف جدا ، لكن بنت حضرتك ماتت بسبب غريب مش عارف اقوله ازاي

 

بدأت الدموع تنساب علي وجنتيها ، وسقط علي الأرض وهو غير مصدق ما حدث

 

اجش والدها بالبكاء ، واصر علي عمل محضر

كانت والدتها فد فقدت الوعي من شدة الصدمة فهي ابنتها الوحيدة بعد خمس سنوات بدون اي امل في الانجاب

تم نقل الفتاة الي المشرحة ، وتولي الضابط عمر زمام الأمور

بعد ان استعادة والدتها واعيها ، صرخت بقوة ولم تتمالك نفسها ، وتم نقلها الي المستشفى مصابة بانهيار عصبي

كانت حالتها سيئة جدا ، ولا تهدا الا بالمسكنات القوية ، وعند تستيقظ تطلب روية ابنتها التي توفيت

بدأ الضابط بعمل بعض التحريات عن الفتاة ، ليجدها ، طاله في كلبة الطب حسنة السير والسلوك بشهادة اصدقائها في الجامعة ، اخر مرة غادرت المنزل توجهت الي مركز تجميل في وسط المدينة

استقل سيارته واتجه الي عنوان المركز ، وطوال الطريق كان يفكر في امر التحول الغريب ، كيف للفتاة ان تصبح عجوز فجأة وصل الي المركز ، كان مكان له سمعه جيدا

اقترب من الباب الامامي ، وجد فتاة تجلس خلف مكتبها مشغولة بهاتفها الخلوي

_ لو سمحتي ممكن اعرف مين المسؤول عن المركز

لم ترفع نظرها عن الهاتف ، وهي تجيب عليه ، المدام فريدة في الطابق الثاني

تركها مع هاتفها وتوجه الي المصعد الخاص بالمركز ، استقله الي الطابق الثاني

كان المركز من الداخل راقي جدا ، ولا يدخله سوي سيدات المجتمع فقط

غادر المصعد ليجد امامه مكتب ، مثبت عليه لافته صغير ، مدام فريدة

تقدم إليه وطرق علي الباب ، فسمحت له بالدخول

دلف الي الداخل ، ليجد امرأة تجاوزت العقد الرابع من العمر لها شعر اصفر طويل وعيون بنيه ، وملابسه تبدوا غريبة جدا ، يبدوا انها الموضة التي لم اعد اهتم بها

كان مكتبها فخم جدا ، به عدة لوحات لكبار الفنانين ، وبعض التحف

_ افندم ، انا تحت امرك

مع حضرتك الرائد جمال الاسيوطي مباحث

لم تظهر علي وجهها اي رد فعل ، اقدر اخدم حضرتك ازاي

التقط صورة من جيب سترته وقدمها إليها ، تعرفي البنت دي

نظرت الي الصورة بلا ادني اهتمام ، لا للأسف

_ حضرتك متأكدة

ايوا طبعا متأكدة ، هو انا هكدب هعليك ليه

كنت متأكد من داخلي انها لا تتحدث بالحقيقة غادر مكتبها واتجه الي المصعد

**************************

علي بعد عدة خطوات من مركز التجميل جلست فتاة تجاوزت العشرين بقليل ، اختفي جمالها خلف الحاجة والفقر التي ولدت لتجد نفسها فيهم ، والدتها تحتاج للعلاج بعد فرار والدها في رحلة غير شرعية علي قوارب الموت التي يغرق أغلبهم في البحر

مرت من امامها امرأة تحمل حقيبة من ماركة فاخرة

كانت الفتاة ترتاح من رحلة شاقة للبحث عن عمل شريف

توقفت المرأة امامها ، تنظر إليها بطريقة غريبة جدا

_ مالك يا بنتي فيكي حاجة

لا ابدا ، بس تعبت من البحث عن عمل شريف ، من اول النهار وانا بدور ومفيش فايدة

_ تحبي تشتغلي في مركز تجميل ، مرتب كبير ، وكمان ناس تهتم بجمالك ده

لم تهمل الفتاة للتفكير ، الفرصة قدامك دلوقتي وممكن واحدة تيجي في اي وقت والشغل يروح منك ، والمرتب الكبير

انا موافقة اشتغل مع حضرتك من دلوقتي

نهضت الفتاة لتخطو خلفها الي العمل الجديد

كانت تشعر بسعادة كبيرة تغمرها ، للحصول علي العمل وحل جميع مشكلها

تقدمت بخطوات مرتعشة غير ثابته ، لان المكان راقي جدا ، والغريب انها ستعمل هنا

أشارت السيدة لاحدي الفتيات العاملات في المركز

_ خدي البنت دي اسمها

ملك

_ خدي ملك واعملي اللازم علشان ها تشتغل معانا من انهارده

تحت حضرتك يا مدام

اصطحبت الفتاة الي إحدى الحجرات لتجهيزها للعمل ، جلست علي مقعد مريح وبدأت الفتاة العمل

**********************************

غادر الضابط مركز التجميل الي سيارته ، اخرج هاتفه من جيب سترته ، وطلب رقم مسجل عليه

_ ايوا يا دكتور ، في جديد عند حضرتك

مش عارف اقول لحضرتك إيه يا سيادة الرائد بس السبب غريب اوي ، كل التحاليل والفحوصات بتقول انها تعدت الخامسين ، وتحليل الاسنان بيقول غير كده خالص

_ بيقول إيه يا دكتور

انها لم تتعدي الخامسة والعشرين عاما ، وسبب الوفاة اجهاد غير طبيعي للقلب ، ادي للهبوط فيه ، والاغرب انها

 

والاغرب من كده ، ان دمها مش فصيلة واحدة ، لا دول اثنان ، الفصيلة الاولي طبيعية جدا لا تشكو من اي امراض ، والثانية بها خلايا سرطانية ، والمرض ده نادر جدا

_ تمام يا دكتور انا هتصرف ، لو في جديد بلغني فورا

اغلق الخط ، وبدأ يفكر في طرف الخيط الذي وصل إليه ، طلب رقم اخر

_ ايوا يا كريم ، عاوزك تعملي حصر بمرضي اللوكيميا في مصر كلها ، اسمع مش عاوز اي حد يعرف بالتحريات دي

اغلق الخط ، بدأ يحدث نفسها بانها فكرة مجنونة ما يفكر في فعله ، ولكنه الحل الوحيد للوصول لما حدث للفتاة

*******************************

جلست الفتاة الجديدة علي المقعد الذي اشارت عليه فتاة المركز

_ دلوقتي يا قمر نعمل شعرك الاول ولازم تشيلي الحجاب ده ، انتي في مركز تجميل وظهرك اهم حاجة هنا

ترددت الفتاة في نزع الحجاب ، وفي النهاية نزعته ، علي ان ترتديه بعد خروجها من المركز ، قدر سعاتها بالحصول علي عمل في مكان كهذا ، بقدر ما كانت تشعر بالقلق من شئ ما ، شعور غريب يسري داخلها لا تعلم سره ، بدأت الفتاة بقص شعرها لعمل قصه خاصة بها ، واقتربت منها فتاة اخري تأقلم اظافرها ، بعد ان انتهت نظرت لنفسها في المرأة وجدت فتاة اخري جميلة جدا

بدأت نفس الفتاة بشرح طبيعة العمل لها وانها يجب ان تحافظ علي شكلها جيدا

لمحت فتاة تجمع الشعر في برطمانا صغير وتجاهلت الامر تماما

بعد ان استوعبت كل شئ ، حان وقت العمل

تقدمت فتاة شابه منها ، توجهت إليه وعلي وجهها ابتسامة جميلة وأشارت لها علب احد المقاعد ، بدأت بفرد الماسك علي وجهها ، بعد تنظيفها جيدا

********************************

كان الرائد جمال مشغول بالتحريات عن الفتاة وسر مقتلها ، الي ان ارتفع رنين هاتفه الخلوي ، التقطه من جيب سترته ، ليجده المتصل المقدم بركات ، اجاب علي الاتصال

_ ايوا يا باشا تحت امرك

عملت ايه في قضية بنت راجل الاعمال

_ التحريات شغاله ، وانا بشتغل فيه بنفسي

طيب عايزك تطلع علي العنوان ده فورا ، في بنت ماتت هناك ، واهلها بيقوله كلام غريب ، منتظر تقرير عن الجريمة دي انهارده

_ تحت امرك يا باشا ، انهي الاتصال ، وبدأ يحدث نفسه ، كده الموضوع مش طبيعي لازم افهم في ايه بالضبط

ادار محرك سيارته وانطلق بها الي مسرح الجريمة ، هذه المرة كان حي شعبي

ترك السيارة خارج الحارة التي لن تتسع لدخولها ، نظر في المكان وجد تجمع امام احد المنازل ، والنساء يرتدون الاسود

تقدم من المكان ، وافسح الجميع له الطريق ، دلف الي الداخل ليجد امرأة تجاوزت الاربعين بقليل تجلس علي الباب وتبكي بشدة ، تقدم الي الداخل استقبله والد الفتاة

_ انتا والد البنت ، الي بلغت عن الجريمة

ايوا يا باشا ، بنتي ماتت يا باشا ، عمره واحد وعشرين سنه وحصلت لها حاجة غريبة اوي

_ ايه الي حصل ، ممكن تفهمني

ابدأ يا باشا ، بنتي بدأت تنزف من فمها وانفها وبعد كده اغمي عليها ، والدتها قربت منها لقتها لون وجهها متغير وعينها بيضه

فضلت كام يوم علي كده ، لحد إمبارح

 

يتبع

 

لحد إمبارح يا باشا ، اغمي عليها امها جريت علشان تشوفها لقتها واحده تانية خالص ، ست عجوز اوي يمكن عدت السبعين ، وبتنادي علي ناس غريبة مش من هنا

– تقدر توصف الست العجوز دي

ايوا يا باشا ، اقدر

بدأ يفكر في المر من عدة اتجاهات مختلفة ، الي ان خطرت له فكرة مجنونة ، ولكن المجنون يمكن ان يصبح حقيقة

تقدم من جثة الفتاة ، ليجد ملامحها غريبه جدا ليست فتاة شابة بل امرأة عجوز تجاوزت السبعين عاما

– ممكن صورة بنتك

اتجه الراجل الي احدي الحجرات وجلب الصورة وقدمها إليه

فجأة انتفض جسد المرأة بقوة ، وشيء غريب يتحرك داخلها

تراجع الضابط الي الخلف والتقط سلاحه ووجه الي المرأة ، بدأت تحرك يدها وقدمها ويصدر منها صوت مخيف جدا

اسرع الجيران الي خارج المنزل وهم مفزوعين مما يحدث في الداخل

***************************

اقترب اليوم من نهايته ، واستعدت ولاء لمغادرة المركز

توقفت امام المرأة تلف الطرحة وتضبط الحجاب لتخفي شعرها ، لم تصدق ما اصبحت عليه الان

اتجهت الي الدرج لتنزل الي الطابق الاول غادر الجميع ولم يبقي الا فتاة واحدة تراها لأول مرة

– من فضلك ممكن امشي دلوقتي ولا انتظر شوية

حدقت بها الفتاة بنظرة مخيفه جدا ، تراجعت خطوة الي الخلف من الرعب

شعرت ولاء ان شئ غريب يحدث هنا ، اتجهت الي الباب ، والتفت الي الفتاة مرة اخري لتجدها اختفت تماما

فكرة في البحث عنها ، ولكنها تراجعت عن فعل ذلك ، فوجئت بالسيدة التي جلبتها الي هنا تنظر إليها

تراجعت الي الخلف ، وشعرت انها مختلفة عن ما كانت عليه في اول اليوم

– مالك يا ولاء شوفتي عفريت ولا إيه

لا ابدأ يا مدام اصل كان في واحده واقفه هنا من شوية واختفت

– اكيد تخيلات ، اتفضلي انتي علي البيت وتيجي بكره الصبح الساعة عاشرة

تحت امرك يا مدام

– استني ثواني ، اخرجت مبلغ من المال وقدمته إليها

ارتسمت ابتسامة علي وجهها بمجرد ان وضعت المال في جيب سترتها

غادرت المكان لتجد عجوز تجاوزت السبعين عاما ترتدي ملابس غريبة جدا تشبه التي يرتدوها في الارياف ، لم تشغل نفسها بالتفكير فيما يحدث

كانت تشعر بالسعادة لأنها حصلت عمل توجهت الي موقف الميكروباص لتتوجه الي المنزل ، شعرت بشئ يسري داخلها الم رهيب في معدتها فصرخت وفقدت الوعي

***********************

تحدث احد الجيران مع شخص بجواره ، البيت ده شكله مسكون

– إيه الي حصل ده ، واحده ماتت تتحرك

تأني ، دي اكيد ملبوسه

بدأ الضابط يشعر بالقلق مما يحدث

بدأت تتحدث بكلمات غريبه ، بن بن هان هان غم غم

بدأت مصابيح الشقة ترتعش بقوة واحترقت احدها لتتناثر اجزاها علي الارض

كان عقل الضابط يعمل بسرعة ليجد حل لما يحدث ، ولكنه فشل

بدأت عين العجوز تتحول الي اللون الأبيض وتوقفت عن اصدار الكلمات الغريبة ، حركة يدها تشير الي شئ ما ، نظر الجميع حولهم يبحثوا علي الشئ الذي تشير إليه

ليجدوا انها تنظر الي الضابط ، حركة يدها الأخرى واطلقت صرخة قوية جدا

وضعوا ايدهم علي اذنهم حتي لا يصابوا بالطرش ، اظلم المكان تماما

وفجأة

 

اصبح المكان يسبح في الظلام الدامس ، التقط الضابط هاتفه وقام بتشغيل المصباح ليجد العجوز تنهض وعينه حمراء كالدم ، تجمد الدم في عروقه واتسعت عينه وتوقف مذهول مما يحدث ، بدا دخان اسواد يتصاعد منها الي ان اختفت تماما ، وظهرت مكانها فتاة اخري ، ليست عجوز هذه المرة بل شابة لم تتجاوز العشرين عاما

رفع الهاتف لينظر الي الاطار المعلق علي الجدار ليجد الفتاة التي أمامه كانت تبدوا كشبح ، اتجهت الي حجرتها ، وخطت علي المرآة عفاف بقلم الروج وبعدها اختفت تماما

عادت الاضواء مرة اخري ، وظل الاسم مكتوب علي المرايا ، نظر حوله لم يجد احد تغيرت ملامح المنزل تماما واصبح مهجور ولا يسكنه احد ، شعر بالدوار وهو يترنح يمينا ويسارا ، وهو يبحث عن باب الخروج ارتفع رنين هاتفه الخلوي ، نظر الي شاشته ليجده كريم المكلف بمعرفة اسماء مرض اللوكيميا في مصر

ازادت حدة الدوار ، وشعر بوجود اشياء تتحرك في المكان ظل ينظر في المكان الي ان شعر بشئ يهوي علي راسه

*********************************

بدأت ولاء تستعيد وعيها ، لتجد نفسها في مكان غريب ، شعرت بشئ ما مربوط علي يدها ، نظرت حولها لتجد نفسها في حجرة صغيرة ، تبدوا حجرة اطفال من رسومات الاطفال المعلقة علي الجدران

لفت نظرها كائن صغير يزحف علي الأرض ويجذب الفراش ، نظرت إليه وابتسمت

اسرعت خلفه والدته ، لتجد الفتاة استيقظت من الاغماء

_ انا اسفه جدا ، ابني شقي شوية

ابتسم الطفل لها جعلها تبتسم هي الأخرى بدون ان تشعر

انا فين دلوقتي ، وإيه الي في ايدي ده

_ ابدا يا بنتي ، كنتي راكبه في العربية ، فجأة بداتي تهلوسي واغمي عليكي ، ولاد الحلال هما الي ساعدوني علشان تيجي هنا البيت عندي ، والدكتور كشف عليكي وطمني

كل ده حصل ازاي ، دي اول مرة تحصلي حاجة زي كده

_ الحمد لله إنك بخير ، تقدمت من خلف العجوز امرأة عجوز تجلس علي مقعد متحرك ، وتنظر إليها بطريقة غريبة جدا

شعرت بها المرأة التي تحمل الطفل ، وتنحت جانبا لتفسح لها الطريق

_ اتفضلي يا ماما ، الشابة كويسة الحمد لله

نظرت إليها ولاء وشعرت بشئ يسحبها بعيدا عن عالمها الي عالم اخر

تحدثت العجوز لها ، خدي بالك من نفسك يا بنتي ، المرة دي ربنا ستر ربنا يعلم إيه الي ممكن يحصل بعد كده ، علي العموم ده مش توبك ، ولو حسيتي بحاجة تعالي علي هنا بسرعة قبل فوات الاوان

انا عاوزه امشي من هنا دلوقتي ، ممكن

_ طبعا تقدري تمشي في اي وقت ، بس ثواني اخلي حد يوصلك علي بيتك

نهضت ولاء تعدل من هندامها ، وتوجهت الي الخارج ، كانت تشعر بالقلق الان اكثر من اي وقت اخر ، استقلت سيارة الي منزلها توقفت امام الصيدلية لإحضار دواء والدتها

اتجهت الي منزلها وتشعر ان الجميع ينظروا إليها ، دلفت الي الداخل لتجد والدتها تجلس علي الفراش ، وتبدوا متوترا

_ ازي الجميل انهاره

كنت فين يا بنتي كنت قلقانه عليكي اوي

_ الحمد لله يا ماما ، لقيت شغل في مكان كويس اوي وبمرتب كويس كمان

تنهدت العجوز وهودي تشعر بالراحة ، كويس لحسن صاحب البيت كان عاوز الايجار المتأخر

مرت الليلة بسلام ، وولاء لم تشعر بالراحة بسبب نظرات العجوز لها ، جعلتها تخشي النوم ، حتي لا تراها في الحلم

استبدلت ملابسها واستعدت لمغادرة البيت ، توجهت الي موقف الميكروباص ، بعد ان اطمأنت علي والدتها ، بمجرد وصولها العمل اشارت لها احدي فتيات المركز علي حجرة استبدال الملابس ، دلفت الي الداخل لتظهر لها من داخل احدي الجدران

 

بدأ يستعيد واعيه من الاغماء ليجد نفسه مقيد في طاولة من المعدن ، في مكان شبه مظلم انتشرت الرطوبة في جدرانه ، تسللت رائحة تشبه البخور الي انفه ، نظر حوله وجد عدة ارفف مثبته في الجدران ترقد عليه عدة اوني صغيرة من الزجاج وبها مواد ملونه ، واوني اخري بها شعر واظافر

كان مشهد غريب جدا ، ظهرت امامه عجوز تجاوزت الثمانين من العمر ، ترتدي ملابس سوداء ، وعلي ذراعها اوشام لكائنات مخيفه مازال الدور يسيطر علي راسه ، حاول التحرك من مكانه ولكن القيود مربوطة بأحكام ، كانت العجوز تتحرك في المكان لتجلب اوني من الارفف ، وتعود مرة اخري الي مقعدها ، وكأنها تطهو ، تصاعدت رائحة ذكية من الاناء الذي امامها

_ انا فين ، وأنتئ مين

نظرة له العجوز بعينها التي تشبه عين القطة خط اسود راسي فقط ، وسط عين حمراء كالدم

خاليك في حالك

هذه الجملة الوحيدة التي تحدثت بها قبل ان تعود الي ما كانت تفعله

ارتفع صوت طرق علي الباب ، نظرة العجوز الي الباب ، ادخلي يا صفاء

دلفت الي الداخل فتاة شابه ، علامات الصدمة ارتسمت علي وجه الضابط بمجرد رويتها أمامه

***********************************

خرجت فجأة من الجدار فتاة شابة ترتدي ملابس باهظة الثمن وتنزف دماء من انفها بغزارة ، حدقت بها ولاء وهي مذهولة من المشهد الذي أمامها ، انها لم تكن فتاة بل شبح كانت تنظر الي ولاء وتشير لها علي احدي الجدران

ولكن ولاء لم تعد تشعر بشئ بعد ان تجمدت الدماء في عروقها ، واتسعت حدقة عينها ، حاولت الصراخ وفشلت في فعل ذلك ، فجأة اختفت الفتاة كما ظهرت ، لمحت شئ ما علي احدي الجدران ، عفاف

كان مكتوب بالدماء ، الذي بدأ ينساب الي الاسفل ، تركت ولا العمل وغادرت الي منزلها ، كانت صورة الفتاة تظهر امامها من وقت لآخر ، تكاد تلازمها طوال الوقت

اتجهت موقف الميكروباص واستقلت سيارة الي منزلها علي الفور

بدون ان تشعر بدأت تنزف من انفها ، وتشعر بالدوار ، وصلت الي محل سكانها وبالكاد تستطيع الوقوف علي قدمها ، اتهت الي الداخل ، وبدا قلبها يخفق بقوة ، مارت من امام المرايا ، لمحت شخص اخر فيها ، تراجعت خطوة الي الخلف ، لتجد انعكاس صورتها ، والمفاجأة انها امرأة عجوز بالكاد تظهر ملامح وجهها ، واصبح نظرها اضعف وسقطت علي الأرض

بدأت تستعيد واعيها مرة اخري ، شعرت بتنميل في جسدها بالكامل ، وتغير لون شعرها الي الابيض ، وبدأت تتحدث بصعوبة كانت متأكدة انه النهاية قد اقتربت

شعرت بوالدتها تجلس بجوارها وتبكي

_ هو ايه الي حصل يا ماما ، انا حاسة اني بموت ، وانتابتها نوبة سعال حادة

ارتفع صوت جرس الباب ، حاولت ولاء النهوض ، ولكنها فشلت في فعل ذلك

نهضت والدتها واتجهت الي باب الشقة ، لتجد امرأة عجوز تستند علي عصا غليظة وامرأة شابة تحمل بين يدها طفل صغير

_ بنتك فين يا ام ولاء

عاوزين ايه من بنتي ، دي بتموت جوه

_ انا لو مشيت من هنا بنتك هتموت فعلا ، لازم اشوفها حالا ، قبل فوات الأوان

من خلف دموعها ، اشارات لهم ان يدخلوا إليها

كانت ولاء في النزاع الاخير ، وبدأت تنزف من فمها ، وانفها

توجهت العجوز الي الفراش المسجاه عليه

عامله إيه يا ولاء ، مش انا قولتك لو في حاجة تعالي علي البيت

حاولت الفتاة التحدث ، ولكنها فشلت

_ اسمعي يا بنتي ، الي اتعملك ده سحر أسود علي شعرك الي أتعمل في مركز التجميل ، وكمان المسك وحتي الاظافر

لم تستوعب الحديث في اول الامر

_ الي حصل ان في واحدة باعت نفسها للشيطان ، عملت سحر علي الخلايا الميتة الي بتطلع في المسك ، وبعد كده بتفرده علي وجه امرأة عجوز حتي يتبدل الحال ، وتصبح الشابة عجوز والعجوز شابة

ودلوقتي بعد ما عرفتي كل حاجة ، لازم دلوقتي حالا ، تروحي المركز ده في عربية بره ، وتدخلي اول حجرة في الطابق الارضي وتجيبي الوعاء الي عليه اسمك بسرعة ، الوقت بيعدي بسرعة ولازم تلحقي تنقذي نفسك قبل فوات الأوان

*********************************

كانت مفاجاة بالفعل ، انها الفتاة التي كانت تجلس علي مكتبها في مركز التجميل ، اذا بدأ يفهم الامر جيدا

_ تعالي يا صفاء ، خدي المسك ده للمدام كريمة ، ها يعمل معاها نتيجة كويسة جدا ، غادرت الفتاة الحجرة المخيفة

لم تلتفت إليه العجوز ، لأنها كانت مشغولة بالعمل

حاول الضابط فك قيوده ، ونجح في فعل ذلك بحث عن هاتفه الخلوي ولم يجده

_ افضا انك ترجع مكانك ، لان مفعول السم بتحرك غي جسمك بالحركة ، مهما عملت مفيش حد يخرجك من هنا

التقطت العجوز انبوب صغير ووضعته علي فمها ، ونفخت فيه لتنطلق إبرة صغيرة وتغوص في ذراعه ليسقط علي الارض

ارتفع صوت طرق علي الباب ، التفت العجوز الي الباب

_ ادخلي يا عفاف

تقدمت الي الداخل امرأة شابة ، تجاوزت العقد الثالث بقليل

عملتي إيه في موضوع ولاء

_ خلاص ، انهارده نهايتها

فجأة ارتفعت اصوات صراخ في الخارج ، اسرعت عفاف لاستكشاف الامر ، لتجد ولاء تغير شكلها بالكامل ، وبالكاد تعرفت عليها ، كانت تتجه الي حجرة العجوز

منعتها عفاف بالقوة ، ولكن فجأة دأبت فيها قوة غريبه جدا ، وامسكت عفاف من عنقها ورفعتها الي الأعلى

كانت عفاف تقاومها ، الي ان تركتها تسقط علي الأرض ، بعد ان اوشكت علي النهاية ، دفعت الباب بالقوة ، لتفزع العجوز التي كانت مشغولة بالعمل

اتجهت إليها بسرعة ، واحاطت ذراعها حول عنقها حتي جحظت عينها وبدأت تتنفس بصعوبة ، وفارقت الحياة

سقطت ولاء علي الأرض وفقدت الوعي

بعد عدة ساعات ، بدأت تستعيد واعيها من جديد ، لتجد نفسها في حجرة صغيرة ، واشخاص لا تعرفهم حاول فراشها .

_ انا فين ، وايه الي حصل

تقدمت العجوز من الفراش ، حمد لله علي السلامة يا بنتي ، انتي في المستشفى ، والحمد لله كل حاجة رجعت لطبيعتها ، وقدمت لها مرايا ، التقطتها وهي تشعر بالقلق ونظرت فيها لتجد صورتها الاولي

تحدثت لها امرأة ترها لأول مرة ، انا كنت عاوزه اشكرك لأنك قضيتي علي اللعنة ، الي بنتي ماتت بسببها

وانا كمان ، لولا وصلتي في الوقت المناسب كان زماني في خبر كان

 

النهاية

ليصلكم كل جديد الرجاء الانضمام

https://www.facebook.com/groups/3020109471332744/